الأوقاف والروضان والشهداء
قامت وزارة الاوقاف بنشر اعلانات، على شكل بيان أبنت فيه الفقيد الشيخ ابن عثيمين، وبعد ازدياد حملة الانتقادات لتصرفها بعدم إصدار بيانات تأبين مماثلة للشيخين شمس الدين والإحقاقي قامت متأخرة بتدارك الخطأ وأصدرت ذلك البيان.
نعتقد بأن وزارة الاوقاف قد وضعت نفسها في موقف محرج، هي في غنى عنهِ وستشكل هذه الحادثة عبئا عليها مستقبلا، حيث ستطالب كل جهة يتوفى لها رجل دين وزارة الأوقاف باصدار بيان تأبين له، الامر الذي ستكون له تكلفته المالية العالية، اضافة الى حساسيته الدينية والسياسية، فالنشر مشكلة وعدم النشر مشكلة أكبر.
وعليه، أقترح ان تتوقف الوزارة عن اصدار مثل هذه البيانات مستقبلا والاكتفاء باصدار تصريح وزاري ينشر في اماكن بارزة تكون ذات أثر واهمية اكبر بكثير من اعلان مدفوع.
***
وفي هذا السياق، ذكرت الانباء ان لجنة التسميات في المجلس البلدي برئاسة الروضان قد طلبت من مكتب الشهيد تزويدها بأسماء الشهداء المقترح اطلاق اسمائهم على بعض الشوارع!
أعتقد مخلصا ان هذا أمر حساس وشائك وخطير وسيلقي المجتمع بكافة فئاته في صراع وجدال عقيم لا طائل من ورائه.
فما هي المعايير التي سوف يتم الاقتداء بها في عملية اختيار الشوارع التي ستحمل اسم هذا الشهيد او تلك الشهيدة؟ وكيف نحدد اسم من سيطلق على ذلك الشارع الرئيسي الكبير، واسم من سيطلق على الشارع الفرعي الصغير؟ ولماذا نطلق مثلا اسم الشهيد (س) الذي وثقت مقاومته والذي استشهد في معركة معروفة على شارع يقل طوله عن شارع يحمل اسم 'شهيد' آخر مات خلال فترة الغزو في ظروف غامضة، وهكذا؟ انها متاهة وقصة معقدة، وورطة نرجو من عقلاء المجلس البلدي تجنب الخوض فيها، ووأد الفتنة في مهدها.
أحمد الصراف