صح لسانك يا عبداللطيف السنان
صرح مدير الصندوق الخيري لدور الرعاية الاجتماعية السيد عبداللطيف السنان بأن دور الرعاية مقبلة على تنفيذ مشروع كبير يتمثل في توفير مقعد متحرك مناسب لكل معاق يتلاءم وظروفه الصحية التي يمر بهاِ وقال إن هذا المشروع يتكلف أكثر من مليون دينار سيتم من خلاله توفير عدد 864 مقعدا لمعاقي دور الرعاية الاجتماعية!
وبالرغم من اهمية المشروع وانعدام الميزانيات الحكومية لتنفيذه، وانعدام الأمل في وجود مخصصات مالية في ميزانية الوزارة للسنوات المقبلة، فان من المهم جدا ان يتم انجازه عن طريق التبرعات الخيرية! ولكن من المخجل، كما صرح السيد عبداللطيف السنان، ان جمعيات النفع العام التي تتعامل بالملايين، حسب قوله، لا تقدم للصندوق الا الفتات من الأموال التي لا تغني ولا تثمر (!!) ودعا تلك الجهات الخيرية الى ان تنفق على هذا الصندوق الذي يعتبر من الجهات الخيرية التي لا تذهب أموالها او مشاريعها خارج الكويت، وإنما تستثمر في مشاريع تخدم المجتمع الكويتي بأسره!
أليس من المخجل ان يحدث هذا في الكويت وفي دولة تتهم زورا بأنها دولة 'رفاه'، وبوزارة شؤون متخمة بالميزانيات السنوية التي تصرف على التافه من الأمور بفضل حكمة قيادييها؟
أوليس من المخجل أيضا ان نعجز عن توفير عدد من كراسي المعاقين في دولة توجد فيها مؤسسات خيرية مثل بيت الزكاة، ومائة وثلاثون لجنة خيرية، وعدد لا يحصى من الوقفيات الخيرية التي تبدأ بوقفيات السنابل الذهبية والفضية الخاضعة لسيطرة وسطوة جمعية الاصلاح الاجتماعي، وانتهاء بلجان 'وقف الرحماء' والتي تجمع الأموال للمساجد وحفر الآبار ورعاية الأيتام وخدمة القرآن وإنشاء المراكز الدعوية والصرف على التعليم والإنفاق على المحتاجين، ووقفية الإفطار اضافة الى وقفية الأضاحي، التي لا اعرف الهدف من وراء انشائهاِ وهي كلها نسخ مكررة عن وقفيات ولجان في جمعيات دينية مسيسة حتى النخاع؟
نتوقف هنا عن الكلام المباح ونأمل ان تقوم، ولو جهة واحدة، بالرد علينا وتبرير تقاعسها عن القيام بمساعدة اكثر فئة تستحق المساعدة في هذا المجتمع التي لم تحاول أية جهة من هذه الجهات المسماة 'خيرية' اعطاءها أدنى اهتمام، إما لعدم ورود نص بخصوصها، او لأن دور هذه الفئة في الصندوق الانتخابي لا يبرر تقديم أية مساعدة لها.
لك الله يا عبداللطيف!
احمد الصراف