قبيلة 'الدال
اقترحت قبل فترة على الزملاء الكرام من كتاب المقالات اليومية التوقف عن تذييل مقالاتهم باسم المكان، أو الدولة التي كتبوا منها ذلك المقال، حيث ان هذا أسلوب متبع من قبل مراسلي الصحف لبيان مصدر وجدية تقاريرهمِ ولا يهمني، كقارئ مقال، معرفة من أين كتب مقال يومي، فهو لا يتضمن عادة خبرا يوميا لأهتم بالمكان الذي كتب منهِ وان تعلق موضوع أي مقال بالمكان الذي كتب فيه أو منه، فيمكن تضمين نص المقال نفسه ذلك الأمر بطريقة أو بأخري.
أيد في وقتها 'الكراني الكبير'، الزميل محمد مساعد الصالح، الاقتراح على مضض، ولكنه تقيد به في نهاية الأمر وخاصة في المقالات التي كتبها في آخر أيام عطلته الصيفية الأخيرة.
* * *
اعتبارا من اليوم، سأتوقف عن عادة استعمال لقب 'دكتور' فلان أو فلانة!! في الاشارة الى حاملي هذا اللقب من الأكاديميين، وسأكتفي بألقاب أكثر دقة وتقبلا ألا وهي: سيدة، سيد، أو آنسةِِ حيث ان لقب 'دكتور' كثيرا ما يخلق انطباعا خاطئا لدى القارئ، خاصة بعد أن اصبح هذا اللقب العلمي وسيلة للتفاخر الفارغ لدى مجموعة معينة من حامليهِ ومن المعروف ان آلاف السياسيين والكتاب والمعلقين والعلماء المعروفين في أوروبا واميركا هم من حملة شهادة الدكتوراه في الكثير من العلوم الجادة والمعارف المفيدة، ولكن نادرا ما تجد أحدهم يشير الى نفسه او يقدم شخصه او يذيل مقالاته ورسائله العادية بلقبه العلمي، أما عندنا فنجد ان من حاز على جائزة دكتوراه من ألبانيا أو كازاخستان عن تطور صناعة القوارب النهرية في زيمبابوي في منتصف القرن التاسع يقوم بطبع لقبه على كل ورقة وفي كل صفحة، ويصر على جعله على كل شفة.
لقد مر وقت ليس بالبعيد، كان فيه بلوغ الثامنة عشرة شرطا لضمان العمل في الحكومةِ ثم أصبح الأمر اصعب قليلا عندما بدأت الدوائر الحكومية تشترط الحصول على شهادة الدراسة المتوسطة قبل توظيف أي شخص، وبعدها بدأنا نسمع بشرط الحصول على شهادة الثانوية لقبول أي طلب عمل حكومي أو في القطاع الخاصِ وتطور الأمر بعدها بحيث اصبح الحصول على الشهادة الجامعية شرطا للحصول على أي عملِ أما الآن فقد اصبح حتى حامل شهادة الماجستير او الدكتوراه لا يضمن وجود عمل له، وهناك عدد من العاطلين عن العمل منهم.
وعليه، فالندرة كانت ولا تزال تعطي أهمية لأية سلعة، وما لدينا الآن من حملة الدكتوراه كفيل بأن يكون لهم حزبهم او قبيلتهم التي تدافع عن مصالحهم.
فيا حملة الدكتوراه، وبخاصة قادة الرأي منكم، ابدأوا بأنفسكم وتوقفوا عن طباعة حرف 'الدال' أمام وخلف وفي نهاية اسمائكم، فهو لن يزيدكم منطقا متى افتقدتموه، ولن يبخسكم اياه متى ما امتلكتم ناصيتهِ ولو أمعن أي عاقل فيكم النظر حوله واستعرض نوعية ومكانة ومدى أهلية الكثيرين من 'زملائه' من حملة اللقب، لما تردد لحظة في النأي بنفسه عنهم والترفع عن التشبه بهم، قدر الامكان!!.
أحمد الصراف