رد وتعليق
نشر الصديق والزميل انور الرشيد مقالا في 'الطليعة' (10/10) لم تتح لنا الفرصة للرد عليه في حينهِ وقد اثار مقاله الكثير من الشجون التي كانت ترقد مطمئنة داخل النفس، كما حركت كلماته الصادقة والدافئة بعضا من ذكريات الغزو التي طالما حاولنا عدم التطرق اليهاِ وتذكرت كيف عملنا معا وجميعا في الاشهر الاولى للغزو في الرياض في لجنة الاعاشة، وكيف اصبحنا، دون ان ندري، مسؤولين عن معيشة ورفاهية اكثر من مائة الف 'لاجئ' كويتي في مدينة الرياض وحدهاِِ وكيف كنا نسهر حتى الساعات الأولى من الفجر، محاولين التسابق مع الزمن تحت ضغط وإلحاح المسؤولين الحكوميين في الطائف، وحاجة الآلاف من الكويتيين لما كان تحت أيدينا من مبالغ خصصتها الحكومة للصرف منها على من اختار السكن في الرياض من المواطنين الذين تركوا الكويت بطريقة أو بأخرىِ كما كان هناك هاجس تعلق برغبتنا في اجراء عملية صرف مبالغ الاسكان والمعونات الشهرية بأسرع وقت ممكن، ولكن بأقل قدر من التلاعب الذي كنا نتوقع الكثير منه، ولم يخيب الكثير من المواطنين ظننا السيئ فيهمِ وكان أكبر هاجس يقلقنا خوفنا من جهة من ان نظلم انسانا محتاجا، ولا نصرف له ما يستحق من معونة، او صرف اكثر من دفعة للشخص نفسه بموجب أكثر من مستند اثبات شخصية.
بعد شهرين متعبين ومريرين في الرياض، اضطررت الى تقديم استقالتي لمسؤولي وزارة الخارجية من رئاسة اللجنة المالية، وتركت الأمر كله على عاتق الزميل البطل والشهم حمد النخيلان، وتوجهت الى دبي حيث سبق ان استقرت عائلتيِ واعتقد ان تلك الاستقالة كانت الاولى والأخيرة من نوعها في تاريخ حكومتنا الرشيدة، حيث استقلت من وظيفة حكومية لم أعين بها أصلا!.
أما بخصوص الاسئلة التي تم توجيهها إلينا في مقال الاخ الزميل انور الرشيد فسنخصص لها مقال الغد.
أحمد الصراف