هل من منقذ؟
ولد من هم في جيلي، او قبلي او بعدي بقليل، في الفترة التي سبقت ظهور النفط ومع نهاية الحرب العالمية الثانيةِ ولم يصب اغلبنا بالتالي ما اصاب من سبقونا من شظف العيش وقسوة الحياة.
ويبدو، وكل المؤشرات تدل على ذلك، اننا سنرى النهاية التامة لآخر مظاهر دولة 'الرفاه' هذه مع بداية العقد الثاني من القرن الحالي! وهذا يعني انه يمكن اعتبار افراد هذا الجيل، او من بقي منه او من سيبقى منهم على قيد الحياة، هم اصحاب الشريحة الوحيدة التي تجنبت بأعجوبة قسوة الحياة التي سبقت ظهور النفط والتي سوف لن ترى ما ستؤول اليه الامور من سوء في مقبل الايام.
* * *
نكتب ذلك على ضوء ما اصبحنا نقرأه ونسمعه ونشاهده كل يوم من ترد في اوضاعنا التجارية والمالية، وقصور في نظرتنا المستقبلية، وتخلف وعجز في قراراتنا السياسية والامنية، وحيرة في معالجة المشاكل التي تعترضنا، بحيث تحول اصغرها، مع مرور الوقت وبدون اتخاذ قرار بشأنها، الى قضايا معقدة تحيط بنا من كل صوب مغرقة إيانا في تفاصيلها لا نستطيع الفكاك من تعقيداتهاِ وبسبب اعتبارات معينة، اصبحت الفئة الجاهلة والمتخلفة، هي التي تملي شروطها وتتحكم في مقدرات وطن ومواطنين تربوا وشبوا على ان يكونوا احرارا!.
* * *
لا نعتقد ان الوقت قد مضى او ان الحل اصبح مستحيلا، بل لا يزال هناك بصيص امل ولكنه صعب وبعيد جدا ويحتاج الى رجال من نوعية خاصة والى قرار طالما افتقدناه وتمنينا وجوده(!).
ولكن يبدو انه، حتى هذا الامل الضئيل، سيصبح مستحيلا بعد ان رأينا كل ذلك التردد وكل ذلك التناقض في المواقف والتصريحات وكل تلك التنازلات التي تمت لفئة لا تعرف حقيقة الهوة التي تدفعنا للوقوع فيها، فهل من منقذ؟
أحمد الصراف