مقال الأمس كاد يكون الأخير
كنت أقود السيارة كعادتي بسرعة معتدلة على الطريق الدائري الخامس وفجأة انسلخ اطار سيارة الشحن الصغيرة التي كانت تسير أمامي على بعد 20 مترا تقريبا وفوجئت بقطعة كبيرة من الاطار تطير في الهواء وترتطم بشدة بزجاج سيارتي الأمامي، ولولا قوة ومتانة نوعية ذلك الزجاج لتهشم في وجهي ولكان مقال الأمس هو الأخير! ولا أدري لماذا اختارتني قطعة المطاط السوداء تلك من بين عشرات سائقي المركبات الذين كانوا في كل اتجاه حول تلك الشاحنة، وربما يعود الأمر الى كثرة ما كتبت عن خطورة الاطارات المنسلخة!.
* * *
تبين للادارة الاميركية للسلامة على الطرق السريعة أن 40% من سيارات الشحن الكبيرة التي تقطع مئات ملايين الأميال سنويا على طرق مختلف الولايات المتحدة الاميركية غير صالحة لسبب أو لآخر لأن تبقى في الخدمةِ وان الكثير منها يحتاج لعملية صيانة شاملة وفورية تشمل الفرامل والاطارات وأنظمة الاضاءة والتحكم في الانزلاق وسهولة ادارة المقود وصلاحية الهيكل الحديدي وعدم تآكله بسبب الأملاح المذيبة للثلوج والرطوبة والامطار وأمور عديدة أخرى.
فاذا كانت نسبة 40 في المائة من سيارات الشحن الكبيرة في دولة مثل الولايات المتحدة، بقوانين مرورها الصارمة ومتطلبات الأمن والسلامة الدقيقة الموجودة فيها، غير صالحة لأن تبقى على الطريق فما هي النسبة عندنا يا ترى؟ وما الاجراءات الدورية المتبعة عند فحص هذه المركبات الكبيرة؟ وهل يجري هذا الفحص مرة كل سنة مثلا وعند تجديد دفتر الملكية؟ وهل تعتبر هذه فترة طويلة لمركبات ضخمة بحجمها وحمولتها والتي تعتبر أداة قتل جماعية على أي طريق وفي أي وقت؟.
ان الادارة العامة للمرور معنية بهذا الأمر، كما أن ادارات الفحص الفني في مختلف المحافظات معنية أكثر بموضوع صلاحية اطارات السيارات وخاصة الشحن منها، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة وما تتسبب فيه هذه الحرارة العالية من سرعة انسلاخ العديد من اطارات المركبات من أماكنها وتشكيل خطر محقق على قائدي المركبات الأخرى، أو البقاء مرمية في وسط الطرق السريعة مشكلة خطورة أكبر لبقية المركبات وعلى كل من يمر عليها.
ان المسؤولية الأولى تقع على عاتق أصحاب شركات سيارات الشحن ومالكي المركبات الصغيرة قبل أن تكون من مسؤولية الحكومة، ولكن هذا لا يعفي الأخيرة من المسؤولية الكاملة والشاملة بسبب جهل البعض وبخل البعض الآخر.
أحمد الصراف