هل نقرأ ما بين السطور؟
قال احد نواب مجلس الأمة في جلسة الثلاثاء (1/4/2000)، وانا هنا انقل من مضبطة الجلسة الرسمية، الكلام التالي: 'ِِ البلد عرضة لمسلسل نهب وامتصاص خيراته يرتع فيه الكثير من سراق المال العام وناهبي الاموال العامة والعابثين بمقدرات الامة، ان المسؤولين يأخذون من هدايا وينتفعون، واشد من ذلك من ينتفع عن طريق تولي الوظيفة العامة حيث نجد مسؤولين يدخل 'المسؤولية' وبعد ذلك يتضخم رصيده بيوت وشاليهات وعمارات وفلل في الخارج وشقق في ماربلا، تنوعت الاستفادة من الاموال العامة، بدأت بالاستثمارات، وعلى سبيل المثال 5 مليار دولار ارسلت للاستثمار في اسبانيا اصبح رصيد الكويت اقل من صفرِ ال 5 مليار نهبت وحلبت عن طريق اللعب بمقدرات على مدى سنوات طويلة حتى ان رصيد الكويت في اسبانيا مدان بايجارات ورواتب ال5 مليار 'انمحت' وهذا مثال صارخ على موضوع الاستثمارات'.
لسنا معنيين هنا بمناقشة ركاكة اسلوب الحديث الذي جاء في معرض حديث النائب عن الفساد المستشري في مناقصات الدولة وخاصة ما يتعلق منها بالاوامر التغيرية، ولكننا معنيون بتوضيح شخصية المتحدث، الذي ربما تكون هذه هي المرة الاولى منذ ان اصبح نائبا قبل بضع سنين، التي يتطرق فيها الى موضوع سرقات المال العام.
فهو ليس النائب عبدالله النيباري، رئيس لجنة المال العام في مجلس الامة، ولا هو النائب عبدالوهاب الهارون، رئىس اللجنة المالية، ولا علاقة للحديث برئيس المجلس السابق النائب احمد السعدون بل المتحدث هنا النائب وليد الطبطبائي عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة والعضو المتفرغ للدفاع عن الاخلاق في مجلس الامة، ووجه الغرابة ان هذه هي المرة الاولى، حسب علمي، التي يصدر فيها مثل هذا الكلام 'الخشن' عن السيد العضو وليد الطبطبائي بالذات.
فهل هي محاولة لارسال رسالة ما لمن يعنيه الامر؟
ام هو تغيير في الموقع والموقف؟
ام ان الامر 'ابسط' من هذا بكثير؟
هل وصلتكم الرسالة؟ وهل استطعتم قراءة ما بين السطور؟
احمد الصراف