من النعم التي يرفل بها هذا المجتمع قلة اكتراث فلاسفته ومفكريه الكبار بموضوع الكتابة في الصحافة اليومية
* * *
كتب السيد خالد السلطان، رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب السابق لجمعية احياء التراث 'هل هي شركة مساهمة؟' مقالا قبل ايام في 'الرأي العام' تطرق فيه لموضوع حادثة الاعتداء الآثمة على فتاة المعهد التجاري حيث ذكر بالحرف الواحد:
'ِِ نستهجن اسلوب التضخيم لهذا الحادث ثم كيل الاتهامات الى الجمعيات الخيرية الاسلامية النشطة ووصفها بتلك الاوصاف (هل هذا اعتراف بوجود جمعيات خيرية اسلامية غير نشطة؟)ِِ'.
وهنا لنا الحق في ان نسأل السيد السلطان عما سيكون عليه رد فعله مثلا لو اعترف المتهمون بعلاقاتهم بواحد او اكثر من الاحزاب او الجمعيات الخيرية الاسلامية؟ وماذا سيكون تعليقه حينها؟ وكيف سمح لنفسه ان يخلي طرف كل المتهمين ويحكم ببراءتهم، ولايزال التحقيق معهم في مراحله الاولى ولم يتم حتى تحديد موعد ومكان محاكمتهم؟ وما المواقف الانسانية السابقة التي اتخذها السيد خالد سلطان، او المقالات النارية التي كتبها، في احداث مماثلة او قريبة منها ولم يكن المتهمون فيها من المشابهين له فكرا وهيئة وانتماء؟
وقد وردت ايضا الفقرة التالية في المقال، وقد اثارتني بقدر ما ضحكت حيث ذكر: 'ان هذه المؤسسات الخيرية والتجمعات الاسلامية كان لها الفضل، بعد الله عز وجل، في حفظ الكويت وامن الداخل اثناء الغزو الغادر وقدمت قافلة من الضحاياِِ'.
فأين ذهبت قوافل الشهداء الآخرين ممن لم يكن لهم اي انتماء حزبي ديني متعصب؟
وماذا عن دور جيوش اكثر من 30 دولة حرة، يميل شعوب غالبيتها لليبرالية والعلمانية، والتي شاركت في معركة تحرير الكويت وفقدت العشرات من ابنائها في سبيل تحقيق ذلك؟.
وماذا عن دور كافة نساء ورجال المقاومة الوطنية الذين صمدوا في البلاد، وكان منهم الكثير من المواطنين العاديين ومن افراد الاسرة الحاكمة، ممن لا علاقة لهم من قريب او بعيد بالاحزاب الاسلامقبلية التي يود السيد السلطان ان يسدي الفضل لها كله، وهي التي لم تنجح في شيء مثل نجاحها في توزيع قوافل المؤن التي قدمت من المملكة العربية السعودية في الايام الاولى للتحرير على المواطنين ونسبت الفضل كله لنفسها؟!
الا يعتبر ما ذكره السيد السلطان بمثابة تشويه لدور وسمعة كل الشرفاء الذين شاركوا في صمود الشعب وعملوا على تحريره من ربقة ذلك الاحتلال الكريه؟
سؤال ربما يحتاج الى جواب، ولكننا نشك انه سوف يأتي في يوم قريب!!