ضمير الأمة
تقوم مجموعة الانشطة الثقافية والسياسية والفنية وغيرها، بتشكيل الوعي الانساني لاي شعب وتحديد اتجاهات الرأي العام فيهِ ويقوم الكتاب، والصحافيون منهم بالذات، بدور هام وخطير في عملية التشكيل هذه، ولهذا نجد ان نسبة الصحافيين الذين يلقون حتفهم او تتعرض حياتهم او مصادر رزقهم وممتلكاتهم للخطر كل عام، تفوق ما تتعرض له اية مجموعة مدنية اخرى تعمل في حقل الفنون والآداب والسياسة والفكر، حيث بلغت حالات الاغتيال والتعدي على ارواح وممتلكات الصحافيين ارقاما مخيفة في السنوات الاخيرة، وتعتبر القوى اليمينية والدينية المتطرفة من اكثر الجهات خوفا وتأثرا من نشاط الكتاب لما لهؤلاء من دور مؤثر في كشف ألاعيبهم وفضح مخططاتهم للسيطرة على مقاليد الامورِ وعليه، يميل البعض الى وصف العاملين في حقل الكتابة الصحفية، والسياسية منها بالذات ب'ضمير الامة'.
وربما نتيجة لذلك نجد انه لا يكاد يمر يوم دون ان يلقى كاتب صحفي او اكثر حتفه بسبب تحقيق او مقال او موقف ماِ وباستثناء حالات قليلة جدا فان من الواضح ان غالبية جرائم الاغتيال والاعتداء التي تعرض لها الكتاب في العالم تقف وراءها قوى ظلامية لا تريد للمجتمع ان يتقدم ولا لشمس الحرية الفكرية والادبية والفنية ان تشرقِ وقد كانت محاولة الاعتداء الآثمة التي تعرض لها مؤخرا الصحافي الايراني المرموق سعيد حجاريان صاحب ورئيس تحرير صحيفة 'صبح امروز' من نوعية تلك الاعتداءات التي وقعت على 'ضمير الامة،' حيث عرفت القوى المتخلفة والرجعية اين تضرب ضربتها ولمن توجه رصاصاتها القاتلة.
على الرغم من ندرة حالات الاعتداء على حياة الصحافيين في الكويت، باستثناء حادثتين مشهورتين، الا ان من يقوم بمراجعة تاريخ الصحافة والصحافيين في الكويت وقراءة اسماء اطراف عشرات قضايا الرأي التي احيلت للقضاء للفصل فيها يجد، بشكل لا لبس فيه، صحة ودقة ما سبق ان ذكرناه، حيث كان للكتاب ورؤساء التحرير المدافعين عن حقوق الانسان وعن الحريات المنصوص عليها في الدستور، وكاشفي الاعيب المشعوذين والسحرة النصيب الاكبر من تلك القضايا.
احمد الصراف