هل تكفي الفضيلة والعفة؟
انسجاما مع البالي والسيئ من عاداتنا وتقاليدنا قامت قبل سنوات جحافل من مثقفي منابر الجمعة وبعض الكتاب وقلة من الاطباء، احدهم اخصائي معروف في الامراض الجلدية وآخر متخصص في الكتابة في صحيفة يومية عن مخاطر ملاقاة الشقراوات، بالخطابة والكتابة والقول بان مرض 'الايدز' او نقص المناعة هو عقاب الله لعباده من الشواذ والكفرة المنحرفينِ وان الله انزله لعقاب الغرب على فساد خلق اهله وانتشار الرذيلة بين شبابه!
كان هذا منذ سنواتِ ومنذ ذلك اليوم لم يسكت هذا الغرب، المنحل والفاسد، ولم تتوقف مختبراته شهرا ولم يرتح علماؤه يوما، سواء في فرنسا او المانيا او الولايات المتحدة وكندا او بريطانيا او استراليا، في البحث عن علاج ناجع لهذا المرض اللعين الذي اصاب دول العالم جميعها بدون استثناء وليس الغرب فقط.
وقد بينت التقارير الطبية الاخيرة حدوث انخفاض كبير في عدد الاصابات في الدول الاوروبية والولايات المتحدة نتيجة مجموعة من العوامل تتعلق بانتشار الوعي والتعليم بين الفئات المعرضة اكثر من غيرها للاصابة بهذا المرض مع توفر وسائل الوقاية 'الجنسية' بشكل سهل وفي متناول الجميع وقيام جمعيات وهيئات طبية واهلية بالعمل على نشر الوعي في المدراس وبين طبقة المراهقين وانتشار البرامج التلفزيونية والملصقات التي تحذر من هذا المرض.
من جانب آخر، نجد ان هذا المرض قد انتشر انتشار النار في الهشيم في أفقر واكثر منطقة في العالم تحتاج الى رحمة الله وعنايته الا وهي افريقيا، حيث يقدر عدد المصابين بالمرض باكثر من 11 مليون نسمةِ كما بلغ عدد الوفيات نتيجة الاصابة بهذا المرض في منطقة شبه الصحراء الافريقية فقط عام 1998 اكثر من 2200000 حالة وفاة (مليونين ومائتي ألف) تركوا وراءهم كارثة تتمثل في ملايين الايتام الذين هم هدف سهل ومؤكد للاصابة بهذا المرض الخطير مستقبلا.
فرحمة الله تسع الجميع وحكمته لا يمكن ان يصل لكنهها كل مدع جاهل اعطي زاوية في مجلة ام ميكروفونا على منبر او اذنا في مسجدِ فالامر يتعلق بوباء اصاب البشرية كلها ولسنا محصنين منه او ضده، ويجب ان نتوقف عن السخرية والاستهزاء ممن ابتلوا به فبينهم مئات آلاف الاطفال والنساء والمتطوعين الابرياء والذين لا علاقة لهم من بعيد او قريب بالرذيلة والفساد.
أحمد الصراف