ريجيم 'السحاب
حيث ان الغيمة السوداء التي غطت سماء الكويت لما يقارب الاسبوعين قد رحلت، ربما الى الأبد، تجر وراءها خيبة وخيمة البعض، فسيكون طابع المقالات المقبلة مائلا الى البساطة والبعد عن التشدد الذي كرهتنا 'الجماعة' فيه، اضافة الى رغبتنا في التخفيف مما ألم بالبعض منا مؤخرا من هم وغم!
تعددت الطرق والوسائل التي لجأ، وما زال يلجأ اليها الانسان لتخفيف او ربما زيادة وزنهِ وقد تنوعت هذه الطرق وتعددت تبعا للمنطقة الجغرافية والثقافة وفئة العمر وطريقة الحياة، كما تعددت التسميات فهذا يسميها 'حمية' والآخر يطلق عليها 'ريجيم' والثالث يقول عنها 'دايت'! ولكن بقي المعنى واحدا وبقيت النتيجة غالبا واحدة، حيث يعود الوزن احيانا الى ما كان عليه، وغالبا الى اكثر قليلا مما كان عليه!
من طرق الريجيم المعروفة تلك التي تتطلب عدم تناول اي نوع من الكاربوهيدرات مثل: الخبز العادي والأرز والحلوياتِ كما يمتنع فيها تناول البطاطا والجزر، ويحظر فيها 'نهش' الفواكه خاصة بعد الأكل مباشرةِ ونجاح الطريقة يتطلب التركيز بدلا من ذلك على اللحوم والاسماك والبقول والخضروات.
وهناك طريقة ريجيم أخرى تتطلب تناول نوع واحد فقط من الفواكه ولفترة شهرين او اكثرِ وتنفع هذه الطريقة مع اصحاب الوزن الثقيل 'لحما' وليس شيئا آخرِ وقد اتبعها المطرب اليوناني ديميس روسوس ونجح خلال ستة اشهر من إنقاص وزنه 50 كيلو غراما، او كيلو غراما، كما نجح ايضا في استعادة كامل تلك الكمية التي فقدها من اللحم والشحم في الاشهر الستة التي تلت ذلك.
وهناك طريقة تتطلب من متبعها أكل كل ما تشتهيه نفسه وبالكمية التي يرغبها مع تجنب خلط انواع الطعام الرئيسية ببعضها البعضِ فلا يجوز تناول الخبز مع السمك او اللزانيا مع السمك وهكذا!
وهناك طريقة رابعة تتطلب التركيز على الاسماك والخضروات فقط لاغير والسلام
وهناك نوع رابع اتبعه دِ البغدادي عندما كان ضيفا على الأخ 'طلحة' حيث ركز فيه على تناول السوائل فقط.
وهناك نوع خامس او سادس، لا اعرف ترتيبه او اسمه بالدقة، يتطلب من صاحبه القيام بتحليل فئة دمه وادخال النوعية لكمبيوتر متخصص يقوم بعدها بالحصول على كشف مفصل يبين انواع الطعام التي يسمح له بتناولها لملاءمتها لفئة دمه، والتي سوف لن يتسبب تناولها في زيادة وزنه، او تلك التي عليه تجنبها بأي شكل من الاشكالِ والغريب في هذه الطريقة ان من يتبعها سرعان ما يكتشف وقوعه في غرام انواع معينة من الطعام لم يسبق له ان احبها واصبح الآن وبصورة مفاجئة من المغرمين بها لمجرد ان الكمبيوتر اللعين منعه من تناولها!
بالرغم من انه لا يمكن اعتباري من اصحاب الوزن الثقيل، شحما ولحما، الا انني استطيع ان ادعي بانني اتبعت جميع طرق تخفيف الوزن ولكن لم استفد منها شيئا على الاطلاق، هذا اذا لم تكن النتيجة عكس ذلك تماما.
وقد اكتشفت، ربما بعد فوات الأوان، ان احسن طريقة يمكن اتباعها والاستفادة منها في نهاية الامر هو ريجيم 'السحاب' العجيب! والذي يتطلب تركيب سحاب او 'سوسته' على الفم! وهذا يعني التحكم في كمية الطعام التي تمر يوميا بين الفكين 'المفترسين'! واي كلام او سلام او غرام غير ذلك عبث في عبث في عبث وتضييع وقت ومال ثمينين.
احمد الصراف