هموم أحمد العبدالله (2)
كتبنا بالامس عن جهود وزير المالية، ووزير المواصلات في حل مشكلة الالفين، او مشكلة صفري الكمبيوتر، التي ستواجه العالم مع نهاية العامِ وكتبنا عن التحدي الاسهل والاكثر طموحا الذي يتطلب الامر مواجهته، والمتعلق بصميم عمل وزارة المواصلات والغرض الاساسي الذي انشئت الوزارة اصلا من اجله، الا وهو تقديم خدمة بريدية وهاتفية جيدة للجمهور، وسأبين هنا بعض الامثلة على مدى التسيب الذي تسبح الوزارة فيه:
اكتشفت مؤخرا فقط اننا لم نستلم، ومنذ اكثر من ثلاثة اشهر، اية كشوف حساب من وزارة المواصلات تتعلق بهواتف العمل والبيت، ومجموعها 17 خطا!
طلبت من المندوب مراجعة الوزارة فطلبوا منه مراجعة المقسم، وحيث ان الهواتف تابعة لثلاثة مقاسم فقد اضطر المسكين لمراجعتها جميعا والوقوف طابورا في كل منها لدفع الرسوم المقررة، ومن ثم العودة للمكتب مع مجموعة الكشوف، التي تبين انها كشوف إجمالية ولا تتضمن أية تفصيلات عن المكالمات الخارجية! كما تبين ان الوزارة قد توقفت عن ارسال أية كشوف للمشتركين منذ فترة طويلة!
وحيث إن هذا تصرف غريب لم يسبق لي ان سمعت بمثله قط، قمت بالاتصال بالمهندس فاضل ابو الحسن، وكيل المواصلات المساعد (ت 4812812) لسؤاله عن سبب هذا الخلل، فأحالتني سكرتيرته الى الوكيل المساعد لشؤون المعلومات مِ عبدالعزيز العصيمي (ت4811036)، الذي طلب مني مدير مكتبه مراجعة السيد شاكر جباره (ت 4848879)، فقام من رد على الهاتف واستمع لمشكلتي بإحالتي للسيد مطلق النامي (ت4848570) وهناك طلبوا مني الاتصال بالسيد علي الزبن (ت483749:) حيث اخبرتني سكرتيرته بأن علي مراجعة المبنى رقم 6 في الشويخ لتقديم طلب الحصول على كشوف تفصيلية من الكمبيوتر، وان الامر سيستغرق بعض الوقت(!!).
تبين لي، من خلال تلك الاتصالات، ان وزير المواصلات السابق قد اوقف (لسبب ما) ارسال كشوف الهاتف الشهرية لاكثر من 400 ألف مشترك، وان على المشترك الذي يرغب في 'الاحتفاظ' بخدمة الوزارة المميزة وتجنب قطع الحرارة عن هاتفه اما مراجعة مقسم الهاتف، في منطقة عمله او سكنه، وبصفة دورية، للسؤال عما تراكم عليه من مبالغ والقيام بدفعها فورا، او التوقف عن استعمال الهاتف نهائيا، وهذا وضع غريب ومخجل!
لم يعجبني الجواب بطبيعة الحال، ولم اصدق الامر، فكشوف الحساب حق من حقوق المشترك ولا يجوز ايقاف ارسالها لفترة طويلة تحت اي عذرِ وعليه، قمت بالسير في دورة او 'دوشة' الارقام اعلاه مرة اخرى، وانتهى الامر بي عند السيد سعود الشومر (ت 4843577) الذي كان متعاونا فاخبرني ان باستطاعتي الحصول على الكشوف التفصيلية للمكالمات عن طريق 'الانترنت'! وهكذا اكتشفت اننا اقتربنا من الدخول في عصر الفضاء، الامر الذي طالما 'حلمنا' به كثيرا من قبل! ولكن ماذا عن ال399 الف مشترك على الاقل الذين لا توجد لديهم اجهزة كمبيوتر او اشتراك في الانترنت او حتى علم بوجود مثل هذه الخدمة العجيبة؟
كان يجب ان ينتهي حديثنا عن 'هموم' الشيخ احمد العبدالله هنا، ولكن يبدو ان الامر يتطلب اكثر من ذلك، فوضع الوزارة مؤلم، وما يحدث فيها ما هو الا مثال على مدى التسيب الموجود في كافة مرافق الدولة، وعليه، فللموضوع بقية.
احمد الصراف