الجهل وادعاء المعرفة العظيمة
تعاني الصحافة المحلية من مشكلة تتعلق بكونها مجبرة، في غالب الأمر، على نشر كل ما يرسل لها من كتابات ومقالات من العاملين في المجالات الدينية أوالدعوية، وخاصة من تلك الفئة المحسوبة على الأحزاب الدينية، بصرف النظر عما قد تتضمنه تلك المقالات من اخطاء.
ويكتفى احيانا بالموافقة عليها بمجرد أنها تحتوي على عدد من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، بصرف النظر عن هدف المقال ووجهة نظر كاتبه ومستواه من ناحية البلاغة الأدبية او دقة محتوياته من الناحية الفقهية او العلمية.
وكمثال على ذلك، نورد مقتطفات من مقال نشر في منتصف شهر مايو 99 يقول فيه كاتبه الجار لنا وعلينا: 'ِِِ ان العظيم هو من جاوز قدره وجل عن حدود العقل حتى لا تتصور الاحاطة بكنهه وحقيقتهِِِ والعظمة صفة من صفات الله ليس كمثله شيءِِِ أما وصف العبد بالعظمة فهو مذمومِِِ'.
ونحن لا نود هنا الدخول في سجال فقهي مع السيد الكاتب، ولكن نورد النصوص القرآنية التالية لعل فيها جوابا على خطأ ما ذكره:
1 - 'وفديناه بذبح عظيم' سورة الصافات، آية 107، والذبح هنا كبش النبي ابراهيم.
2 - 'ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما' النساء، آية 48.
3 - 'وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم' البقرة، آية 7.
4 - 'وجاءوا بسحر عظيم' الأعراف، آية 116.
5 - 'فأن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم' التوبة، آية 63.
6 - 'تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم' النساء، آية 13.
7 - 'قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم' يوسف، آية 28.
8 - 'مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم' القصص، آية 79.
9 - 'ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما' النساء، آية 27.
10 - 'أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما' الأحزاب، آية 35.
وتبين من كل ذلك، ومن نصوص مقدسة، مدى خطأ ما ذكره السيد الكاتب، وأن العظمة صفة يمكن أن تطلق على أي عمل او تصرف أو جماد او شعور او رغبة او عذاب او حظ أو مال او اجر او اي شيء اخر، وعليه فليوفروا الدروس والنصائح لأنفسهم حول المواضيع ونوعية المقالات التي يحاولون أن يوهموا الآخرين عن طريقها بأنهم وحدهم مالكو ناصية المعرفة والحق، وهم، وليس غيرهم من يملك حق تفسير الأمور!!.
احمد الصراف