أواني الصالح تنضح بما فيها
بسبب رحلة عمل قصيرة وما نتج عن الاحداث الاخيرة من تطورات مهمة اشغلتنا عن البسيط من الامور فاننا، وفي غمرة كل ذلك، لم نتمكن من الرد على رد السيد عبدالهادي الصالح على ما سبق ان كتبناه من تعليق على مقالة له، حيث بين في رده استياءه التام والشامل مما اشتملت عليه مقالتنا من انتقاد بسبب مجموعة النصائح التي تبرع بها لحلف الناتو والتي حذرهم فيها، ضمن مجموعة اخرى من التوصيات والتنبيهات، من وجود جواسيس ضمن قيادته (!!!) حيث يعتقد بانهم السبب في سقوط بعض صواريخ الحلف الموجهة بالليزر على غير اهدافها مما تسبب في الاضرار بسمعة الحلفِ والمضحك في الامر انه انتقد في الفقرة نفسها حساسيتنا المفرطة تجاه اي تحليل موجه نحو حلف الناتو!!.
كما انتقد 'استعلاءنا الوهمي' الذي 'اعمانا' عن قراءة الاخبار المحلية والتي لم نعرف من خلالها الخبر 'الهام' المتعلق بانسحابه من المعركة الانتخابية النيابية الحالية (!!!).
نود ان نذكر اولا ان ما كتبناه كان دعوة للسيد الصالح لان يتواضع في كتابته، ويتوقف عن توجيه النصح لقيادة الحلف او انتقاد اخطائها الحربيةِ ولم يأت ذلك الانتقاد فقط من منطلق جهلنا التام لما يجري في تلك البلاد من احداث جسيمة، بل وايضا من منطلق اننا لم نكتف بموقف السلبية تجاه ما يصيب الانسانية من اجرام ووحشية وعجزنا التام والمخجل عن عمل شيء ما بهذا الصدد، بل تطوع بعضنا، ومن برجه العاجي، بالتبرع باستخراج واستنباط نظريات تآمرية وتوجيه النصح والارشاد لقيادة الناتو وهو اعلم من غيره بانه ليس اهلا لهذا العمل.
ولم يتوقف تواضع الكاتب عند هذا الحد بل اعتبر عدم معرفتنا لخبر انسحاب 'سيادته' من المعركة الانتخابية الحالية من نوع 'الاستعلاء الوهمي' الذي اعمانا، حسب قوله، عن قراءة الاخبار المحلية وما ذكر فيها من 'تحليلات' عن انسحابه (!!!!).
لا نود الاستطراد في الرد على كل ما جاء في مقالة السيد الصالح، ولكن نشاركه القول ان الاواني 'فعلا' تنضح بما فيها.
ننتهز هذه الفرصة لكي نشكره على قراره الانسحاب من المعركة الانتخابية التي سبق ان جرب مرارة طعم الخسارة فيها، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه فاراح واستراح.
احمد الصراف