كيف ننصح قيادة الناتو؟!
اشفق، في هذه الايام، اكثر ما اشفق على بعض كتاب الزوايا الذين قرروا خوض الانتخابات النيابية المقبلة، كما اصروا في الوقت نفسه على الاستمرار في كتابة زاويتهم اليومية في الصحفِ فاضافة الى ان من غير المنصف استغلال هذه الزوايا التي اعطيت لهم اما بسبب انتماءاتهم الدينية او الحزبية او بسبب 'مواهب' معينة يمتلكونها، فان من الصعب قبول فكرة انهم سوف لن يقوموا باستغلال تلك الزوايا للترويج لحملاتهم الدعائية، في الوقت الذي يجب ان تسخر فيه تلك الزوايا للمنفعة العامة، وخاصة اذا كان كاتب الزاوية او الصحافي يتقاضى مكافأة او راتبا مقابل قيامه بتلك 'المهمة'ِ حيث ان رداءة بعض المواضيع التي عادة ما يتطرق لها البعض من هؤلاء الكتاب المرشحين للانتخابات النيابية المقبلة تسيء لهم اكثر مما تنفعهم، والافضل لهم التقليل من الكتابة والكلام لكي لا يتم كشف نقاط ضعفهم و'بساطة' تفكيرهم!.
كتب السيد عبدالهادي الصالح، من مقره الانتخابي المريح والوثير، ومن خلال زاويته في جريدة 'الانباء' مقالا استنكر فيه تكرار 'اخطاء' القوات الجوية لحلف الاطلسي والتي كان آخرها ضرب السفارة الصينية!! ولا ادري ماذا كان يتوقع السيد صالح ان يحدث بعد اكثر من 25 الف غارة جوية وفي ظروف سياسية وعسكرية بالغة الدقة وضد واحد من اقوى الجيوش الاوروبية خارج مظلة حلف الناتو ومع آخر دكتاتور في اوروبا؟!
وكتب ايضا يحذر وينبه قادة الحلف لضرورة تلافي تلك الاخطاء ودراسة اسبابها، حيث لا يعتقد السيد الصالح انها قد وقعت نتيجة لخطأ بشري(!!) وان على قيادة الحلف وضع احتمالات سياسية وعسكرية اخرى في اعتبارها قد تفسر تلك الاخطاء، منها ان تكون 'التكنولوجيا' الصينية او الروسية قد تدخلت بصورة معدات تشويش (!!) او ان يكون هناك تمرد مبطن داخل اجهزة الاستخبارات التابعة لحلف الناتو او 'السيِ آيِ أي'(!!).
نسدي هنا نصيحة للسيد الصالح بضرورة التحلي ببعض التواضع في ما يكتب، وان يوفر نصائحه واستنتاجاته لنفسه!! فقيادة حلف الناتو سوف لن تفكر يوما في قراءة اية زاوية في اية صحيفة كويتية يومية واتباع ما تتضمنه من تعليمات، وبالتالي من العبث تضييع وقت القارىء في امور غير قابلة للتحقيق وطرح افتراضات مختلفة، حتى ولو كانت صحيحة!
كما اننا نقدم نصيحة من القلب للناخب الكويتي بأن يكون اكثر دقة وفرزا لمرشحي مجلس الامة المقبلِ فقد نلنا ما يكفينا من ضعف في التمثيل النيابي، ولا نريد ان نستبدل السيئ بالاسوأِِ بل الجيد بالاكثر نفعا وعلما ومنطقا.
احمد الصراف