ِِِ'سي السيد'. من منظور كويتي
يخطئ الكثيرون، وكنت واحدا منهم الى ما قبل خمس دقائق من كتابة هذا المقال، في الاعتقاد بأن المرأة تهدف الى نيل حقوقها السياسية لكي تتمكن من القيام بعمليتي الانتخاب والترشيح ومشاركة الرجل في الادارة والتشريعِ ويخطئ الكثيرون، وكنت واحدا منهم ايضا، في اعتقادهم بأن معارضة الكثير من 'المتزمتين' لموضوع اعادة الحق لنصابه واعطاء المرأة حقوقها السياسية كاملة نابعان من تخوفهم الديني ومن تفسيراتهم الخاصة للنصوص الدينية.
ان الامر، برأيي المتواضع، اعمق واكثر حساسية من ذلك.
فالامر، بالنسبة لغالبية المعارضين لهذه الحقوق، لا صلة فعلية له بالدينِ فالامر برمته يعود الى تلك النظرة الدونية التي ينظر بها الكثير من الرجال للمرأةِ وأصل هذه النظرة، ومصدرها، نابع من ضعف شخصية الكثير من الرجال وهوان نفسيتهم وقلة حيلتهمِ وهذه امور يسهل كشفها متى أزيلت القيود والمحاذير والموانع التي حدد بها الرجل مدى حرية المرأة ونطاق تحركها، وقد استعان في تحقيق ذلك بمجموعة من النصوص الدينية التي سخرها لتكون ستارا، واداة للسيطرة على الجنس الآخر ووضعه تحت خدمته، كما هو الامر مع الماديات الاخرى في حياته، لارضاء رغباته وشهواته.
لقد تمتع الرجل، ومتع نفسه بالمرأة طوال عقود طويلة من الزمن، وسلب كافة حقوقها كإنسانة تمتلك كما هائلا من الاحاسيس المرهفة والمشاعر الرقيقة، بحيث تحولت بسبب سيطرة 'سي السيد' ومعاملته الفجة لها الى كائن ذليل سهل الانقياد، مطيع وعاجز عن رفع الصوت ومساءلة الزوج مهما اقترف من اعمال، يطلقها وقت شاء ويتزوج عليها متى اشتهى، يهجرها في المخدع عندما يعن له الامر، ويضربها متى اعتقد بأنه يملك الحق في ذلك، ان كان بحجة نشوزها او لغير ذلك من الاسباب الواهية.
ان نتائج حصول المرأة على حقوقها كإنسانة كاملة الاهلية والشخصية تعني ان كافة تلك الامتيازات، التي طالما تمتع بها 'البيه' السيد، ستختفي خلال فترة بسيطةِ وان مجرد التفكير في امكانية تحقق مثل هذا الامر كفيل بإدخال الرعب في قلب اكثر المتزمتين شجاعة!!!
احمد الصراف