المصباح المنير
كتبنا عشرات المقالات عن المشتغلين بمهنة العلاج بالقرآن، وبينا مدى ذلك الاستغلال البشع، الذي يقع للعديد من 'البسطاء' على ايدي حفنة استمرأت عملية الاثراء من وراء استغلال جهل الناس بمعنى القرآن، ككتاب ديني عظيم، حيث حولوه، من دون وازع من ضمير او خلق، الى اداة للتكسب غير المشروع.
وقد شارك عدد من الزملاء في الكتابة في هذا الموضوع محذرين من هذه الفئة ومن اخطارها، وتبع ذلك، وبعد حوادث مؤسفة، تدخل وزارة الداخلية في الامر بعد سنوات طويلة من السكوت والتقاعس الواضح عن القيام بواجبها الامني نحو حماية المواطنين من الاستغلال، واصدرت بيانا حذرت فيه هؤلاء المشعوذين من القيام باعمال الرقية والاثراء من وراء القيام بهاِ وهنا فقط، وبعد صمت دام عقودا طويلة من الزمن، ادلت اقلام كتاب الاتجاه الديني بدلوها في الموضوع، واصبحت تكتب محذرة من هؤلاء المشعوذين ومن مستغلي قراءة القرآن في اعمال الرقية كوسيلة للاثراء غير المشروع، وسنرد على بعضها فيما بعد.
بالرغم من بيان وزارة الداخلية، الذي منع وبشكل واضح من استغلال عملية قراءة القرآن على المرضى والتربح من ورائهم، الا ان ذلك لم يمنع المدعو منير عرب من زيارة الكويت بين الفترة والاخرى والقيام بآلاف عمليات الرقية والاعلان عن ذلك في الصحف والقول انه لايتقاضى سوى دينار واحد على كل عملية علاج، ويؤكد بان الشفاء سيكون على يديه بإذن الله!!!.
والادهى والامر من ذلك ما ذكرته احدى الصحف التي قامت بمقابلة السيد منير عرب مؤخرا من انه قد حصل على موافقة وزارة الداخلية الكويتية للقيام باعمال العلاج بالقرآن في الكويت!! فكيف يحصل ذلك والوزارة قد اصدرت تعميما يمنع القيام بمثل هذه الاعمال؟؟ خاصة اذا علمنا بان السيد منير عرب قد اعترف بانه يتقاضى دينارا واحدا مقابل كل 'رأس' يقرأ عليه!! ويبدو من الوهلة الاولى بان المبلغ ضئيل ولا يستحق اثارة اي ضجة حوله، ولكن يتبين، ومن نص المقابلة ايضا، بانه استطاع ان يقوم بمعالجة ما يقارب مليون حالة كانت نتيجة 85% منهم الشفاء التام، وهنا ندرك مقدار ذلك المبلغ الضخم الذي دخل في جيب هذا المعالج من دون متاجرة او مخاطرة او دراسة او شهادة او علم معروف؟؟؟.
وللموضوع بقية.
احمد الصراف