قامت شركة اميركية متخصصة في صناعة الامصال الطبية بصناعة مصل مضاد لمرض 'الايدز' يمنح متناوله حصانة ضد المرض، وذلك عند حدوث اي اتصال جنسي مع طرف آخر مصابِ وقد تمت تجربة المصل على مجموعة من الفئران وثبت نجاحه، ولكن لم يجرب على البشر حيث ان الامر يتطلب تبرع شخص يتمتع بصحة بدنية وعقلية كاملة لأخذ اللقاح او المصل، وقبول فكرة الاختلاط والعيش مع مجموعة من المصابين او المصابات بمرض الايدز الخطير وممارسة الجنس مع احداهن!!.
ان مجرد التفكير في هذا الامر يجعل البدن يقشعر من الرعب، دع عنك قبول الدخول في هذه التجربة المميتة.
تقدم جون مكورماك، وهو شاب اميركي في الخامسة والثلاثين من العمر، ويتمتع بصحة عقلية وبدنية ممتازة ويعمل في وظيفة لا بأس بها، وتبرع بأن يكون اول انسان يقبل ان يكون 'فأر التجربة' في هذه المغامرة الخطيرة وغير مأمونة العواقب!! وعندما سئل عن السبب الذي جعله يقدم على هذا الامر الخطير قال انه، ومن خلال عمله، تعرف على العديد من المصابين بمرض الايدز القاتل، وان علاقته قد توطدت بالكثيرين منهم، وعرف من خلال ذلك ما يعانونه من آلام جسدية ومشاكل نفسية تتمثل في نبذ المجتمع وكراهيته لهمِ وقال، انه كان يشعر بحزن شديد في كل مرة كان يسمع فيها بموت احدهم، وانه فقدهم جميعا خلال فترة قصيرةِ وقال، ان احدا ما يجب ان يجرب هذا المصل فمن دون هذه التجربة لا يمكن معرفة حقيقة مفعوله على البشر، وهذا يعني ان من المستحيل ان توافق السلطات الطبية على السماح بتداول الدواء من دون اجراء مئات التجارب العملية عليه، وان احدا ما يجب ان يتقدم ويضحي بنفسه لانقاذ حياة ملايين المصابين بهذا المرض القاتل!!.
لقد ضرب هذا الشاب الشجاع اروع المثل على التضحية بحياته في مغامرة غير مضمونة لانقاذ حياة الملايين من المعرضين للموت بمرض الايدزِ وقد اثرت شجاعته في المئات من الشباب من الجنسين، فتقدموا للمشاركة في البرنامج الخطير، والذي ستظهر نتائجه خلال سنتين!!.
لا نريد هنا ان نقارن هذا الامر بما يجري في سراديب حولي والجهراء ونظريات العالم الفذ ابو عبدالرحمن مبارك البذالي!
أحمد الصراف