كاظم واوتوبيس. عين الرمانة
تعتقد السلطات او الحكومة، بغالبية اركانها، إن لم يكن بجميع اعضائها، ان الكويت بمأمن من الاخطار الطائفية والدينية المتشددة التي اصابت العديد من الدول الاسلامية!! وربما يعود سبب شعورها بالاطمئنان، الى وجود مجموعة من الوجوه التقليدية المحافظة في القيادات الرسمية العليا للاحزاب والحركات الدينية المحلية والتي على الرغم من 'تزمتها'، الا انها ربما، لا تميل للعنف اما بسبب ما وصلت له من عمر طويل افقدها الحماس للقتال والثورة، او بسبب مصالحها المالية والعائلية المتشعبة وارتباطاتها النفسية مع اركان الحكم!! ولكن من السذاجة الاعتقاد بأن وضع 'الاطمئنان' هذا سيبقى على حاله الى الابد، وبأن الامور ستكون دائما 'تحت السيطرة الكاملة' لقوى الامن وعيون الحكومة الحمراء، وبأن حب الوطن ومصلحته العليا سوف يتغلبان على اي ميول او انحرافات لدى المتأسلمين وقيادات التيارات الدينية المختلفةِ فما يحدث تحت الرماد خطير، وما هو متوقع حدوثه في القريب اخطر، وهذا من طبيعة الامورِ فمن تعلم وتدرب وتشرب بالافكار المتطرفة، سوف لن يبقى على سكوته الى الابدِ وما يجري على الساحة، سواء السياسية او الاقتصادية، لا يرضي شريحة كبيرة منهمِ فالوضع المالي السيئ الذي تمر به البلاد، والمرشح لأن يستمر هكذا لفترة طويلة مقبلة، بسبب استمرار غياب سياسات اقتصادية واضحة وسليمة، واستمرار الوضع على ما هو عليه، او تدهوره مستقبلا، ما هي الا دعوة للطرف الاصغر والاقل خبرة والاكثر اندفاعا وتهورا والاقل ارتباطا بالمصالح التجارية، لكي يستلم قيادة الاحزاب الدينية من الرعيل الاول الذي قام 'بواجبه' في تدريب وتعليم هذه الكوادر في المعسكرات الخاصة، وتهيئتهم لهذا اليوم!!.
تبين تجارب العديد من الدول التي اكتوت بنار الطائفية، وبالحروب الاهلية الدينية، بين مناصري الحرية والانفتاح والديموقراطية من جهة، وبين المنادين بالانغلاق وتحكيم الرأي الواحد من جهة اخرى، ان الطبقة المسحوقة، او الفقيرة نسبيا، والصغيرة سنا، كانت المورد الاكبر للوقود الذي غذى تلك الحركات المتطرفة، وبأن تطرفها كان يزداد مع كل زيادة في سوء اوضاعها الاقتصادية.
لا اريد ان اكون متشائما، ولا اود ان اسبق الاحداث، ولكن ما تعرض له منزل المواطن كاظم عبدالحسين من تخريب ناتج عن حريق، ذكر التقرير الرسمي بأنه حدث نتيجة لتماس كهربائي، وتصريح صاحب البيت بأن الامر متعمد، وأن الاسلاك الكهربائية في منزله سليمة، ولا علاقة لها بما حدث من حريق يعتقد بأنه من فعل فاعل، وبأنه قد تعرض للعديد من التهديدات من جهات معينة في الفترة الاخيرةِِ امر يدعو الى التفكير.
لا اعرف السيد كاظم عبدالحسين، ولم يسبق ان التقيت به شخصيا، ولا تربطني به اية علاقة، ولكن ما صرح به من انه يمثل اكثر من جهة دينية خارج الكويت ويقوم بجمع التبرعات المالية لها، لا يختلف كثيرا عما تقوم به مجموعة اخرى من الاحزاب الدينية التي تقوم بجمع التبرعات من خلال القواطي والاكشاك الخشبية والابتزاز وعشرات الطرق وارسالها الى المراكز الرئيسية لأحزابها او قادتها في الخارج ليقوموا بالصرف منها فيما يحبون ويشتهون او توظيفها محليا لتحقيق مآربهم وتقوية مراكز اعوانهم وظيفيا وانتخابيا وسياسيا!.
ان ما حدث لمنزل هذا المواطن، ان صح ما ادعاه، سوف يكون الشرارة الاولى لصراع قذر سوف يطال الجميع بشره وخطورته، ويذكر بحادثة 'اوتوبيس عين الرمانة'!! فهل آن الاوان لكي تتحرك القوى المسؤولة وتضع حدا لما يحدث من تسيب في الحركة الدينية قبل ان يفوت الاوان.
احمد الصراف