سيارة ماجد العتيدة
عاد ماجد من هجرته القسرية المؤقتة إلى كندا بعد أن قضى فيها ما يقارب السنوات الثلاث وأحضر معه أثاث بيته وسيارته الأمريكية .
عندما ذهبت لترخيص السيارة من إدارة المرور طلب منه مراجعة ما يعرف في الأوساط العلمية بالرمز ( ف . ف ) وهو اختصار لعملية " الفحص الفني " . أخبره فاحص سيارات بدرجة ( م. م ) أي مساعد مهندس ، ولا أعرف أية هندسة تلك ، بأن سيارته لا تصلح للقيادة في الكويت حيث أنها مصنعة للإستعمال في أمريكا الشمالية !!! وعندما أخبره ماجد بأنه يقوم بقيادتها في شوارع الكويت منذ أكثر من أسبوعين بدون أية مشاكل فنية قال له " الميم ميم " بأن محركها مخصص لاستعمال الوقود الخالي من الرصاص . ووقود السيارت الكويتي الثقيل بالرصاص سيتلف بالتالي محرك سيارته !! عاد ماجد لإدارة الفحص الفني في اليوم التالي وأخبر " م.م " بأنه قد قام باستشارة " الوكالة " والذين أكدوا له صلاحية سيارته لإستعمال الوقود "الرصاصي " والخالي من الرصاص!! أصر مساعد المهندس على رأيه ورفض الموافقة على ترخيص السيارة ، الأمر الذي دفع ماجد للرضوخ للطلب الكويتي العنيف والجبار وصرف أكثر من 300 دينار ثمنا لعدد من قطع الغيار الغير لازمة !!
بعد أقل من سنوات ثلاث أصدرت شركة البترول الوطنية كتيبا تعلن فيه توفير وقود السيارات الخالي من الرصاص في الغالبية العظمى من محطاتها . وطالبت المواطنين من أصحاب السيارات التي لا تتلائم محركاتها مع الوقود الخالي من الرصاص الذهاب بها إلى الورش الفنية المتخصصة لتعديل أوضاعها الفنية . وهكذا اضطر ماجد لأن يجر سيارته وراءه مرة أخرى لأقرب ورشة لكي يعيدها إلى ما سبق وأن كانت عليه بعد أن دفع 300 دينار أخرى !!!
والسلام عليكم والحرب على غيركم ، وكل عام وأنتم ونحن من الرصاص خالون !!
أحمد الصراف
18-10-98