يعتبر اقتصاد ولاية كاليفورنيا الأغنى والأكبر في الولايات المتحدة ، والسابع عالميا من ناحية الحجم بعد اليابان ومجموعة من الدول الأوربية الأخرى . وتعتبر مدينة لوس انجلس ، كبرى مدنها ، الثانية من ناحية الحجم في الولايات المتحدة بعد مدينة نيويورك . .
قمت ، ومن خلال برنامج حكومي ، بزيارة عمل  "لمدينة الملائكة " والتي تطغى التسميات ، ذات الأصل الأسباني ، على أسماء شوارعها ومناطقها !! وتضمن البرنامج زيارة لمفوضية الأخلاق فيها وهي جهة تابعة للحكومة المحلية تعني بصورة أساسية بمحاربة الفساد الإداري ، كما تقوم برصد أية اعتداءات على الأموال العامة ورفع تقرير بها للجهات المعنية . كما أن من مهامها رصد حالات السرقة أو التبذير غير المبرر للموارد الطبيعية أو المالية للولاية . ولها الحق أيضا في التحقق من التقارير التي تدعي تعرض الصحة العامة للخطر من جراء منتج أو إجراء أو مصدر معين . ولها أيضا سماع شكاوى المواطنين أو من له مصلحة في ذلك عن أي استغلال غير قانوني لمكاتب حكومة الولاية وتسهيلاتها لتحقيق مصلحة شخصية . كما أن للمفوضية الحق في التحقق من أي تضارب في المصالح بين عمل أي موظف لديها وبين مصلحته الشخصية .
وقد قامت الولاية بتخصيص رقم هاتف مجاني خاص لكل من يرغب في الإعلام عن أي من هذه المخالفات . وقامت بتسمية الخط الساخن : مطلقي الصفارة أو whistle  blower  !!!  كما قامت بوضع ملصقات واضحة في كافة المباني الحكومية تبين العنوان البريدي الكامل للمفوضية وكيفية الاتصال بها بصورة سرية ، مع ذكر بيان واضح بضرورة إعلام المفوض العام شخصيا عن أية إجراءات يشعر مطلق الصفارة بأنها قد اتخذت ضده لشك مسئولية أو من أخبر عنه بأنه قد يكون من سرب الخبر للسلطات !!
وعادة ما يتم تعيين المفوض العام وكبار مساعديه من قبل مجلسي الكونغرس !!!

ما أشد حاجتنا لمثل هذه الأجهزة الرقابية المهمة وما أكثر الهدر والسرقات والمصالح الشخصية ، وما أكثر ما تتعرض له الموارد المالية والطبيعية والصحية للخطر والتلف . ما أكثر كل تلك الجرائم التي تقترف كل يوم بحق هذا الوطن الصغير وليس هناك من مراقب أو محاسب ، ولسان حالنا يقوم بان الفتنة أشد من القتل !!!
أحمد الصراف      1/10/98