الدكتور واحترام النفس !!!
قرأت بتاريخ 13/6/98 تحقيقا صحفيا في " القبس " مع د.يوسف يعقوب سلطان ذكر فيه بأنه الخليجي والعربي والمسلم الوحيد الذي تم اختياره كثالث شخصية متميزة في القرن العشرين من بين 2000 شخصية عالمية ، وبأن اختياره قد تم بعد أن قام المركز العالمي للسيرة الذاتية " …برصد عطائه وإنتاجه المتميز والذي أثرى به البشرية و( العشيرة العلمية ) خلال القرن العشرين …"
*********************
لم أطمئن بطبيعة الحال لكل تلك الادعاءات التي وردت في ذلك المقال وكل ذلك المديح الذي أسبغه "الدكتور" !! يوسف يعقوب السلطان على نفسه بوصفه واحد من أصل 56 عالما اعتبروا من صفوة الباحثين في القرن العشرين !!
قمت بالاتصال بسفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا لمعرفة عنوان تلك المؤسسة العالمية للسير الذاتية التي " .. تهتم برصد عطاء وإنتاج علماء العالم وتصنيفهم بحسب عطائهم .." !!! فتبين بعد البحث والتمحيص بأنها مؤسسة تجارية بريطانية مملوكة لشركة ملروز للنشر وتعمل من مدينة كيمبردج في بريطانيا .
قمت بعد الحصول على عنوانها بإرسال رسالة فاكس أطلب منهم فيها ، نيابة عن عميل وهمي نقوم بتمثيله ، بتزويدي بالشروط اللازمة لإدراج اسمه ضمن الطبعة التالية من الدليل الذي يقوموا بنشره بين فترة وأخرى . وجاء جوابهم سريعا وبتوقيع السيدة أنجلا ميلنر من إدارة علاقات العملاء بالمؤسسة حيث ذكرت فيه وبالحرف الواحد :"…. إن الطبعة القادمة من دليل المؤسسة سوف يحمل عنوان ( الناس المميزين في القرن العشرين ) وسوف يصدر في منتصف عام 1999 وبالإمكان إدراج اسم عميلكم في هذه الطبعة بعد تعبئة وإعادة النموذج المرفق والذي سوف لن تترتب أية مسئوليات مادية على عميلكم بعد توقيعه وإرساله لنا . ولكن بإمكان عميلكم الحصول على نسخة من الكتاب / الدليل وشهادة الفوز وميدالية الفوز مقابل رسوم معينة …."
************************
تبين بعد قراءة النموذج الذي أرفق بالكتاب ، وبسبب الزيادة الكبيرة التي طرأت على عدد الراغبين في إدراج أسمائهم وإنجازاتهم العلمية في ذلك الدليل ، بأنه قد تقرر حذف الرقم 2000 من اسم الطبعة القادمة من الدليل وجعل الأمر متاحا " لكل من هب ودب " بعد أن انطلت الحيلة على الكثيرين وأوتيت ثمارها .
كما تبين من النموذج المرفق بأن بإمكان العالم الكبير والفذ ، وبسبب ما قدمه للبشرية والعشيرة العلمية من خدمات ، الحصول على شهادة من المؤسسة " تشهد بورود اسمه في دليل الناس المميزين في القرن العشرين " وذلك مقابل مبلغ 85 جنيه إسترليني ( 42 دينار تقريبا ) . كما أن بإمكانه أيضا الحصول على ميدالية المؤسسة مقابل مبلغ مماثل .
وفي حال رغبة العالم الفذ والكبير في الحصول على الشهادة والميدالية معا فإنه سيستحق عندها على خصم 10 جنيهات كاملة !!!
*********************
وهكذا تمكنت الكويت وعن طريق جهود وإنجازات واحد من أبنائها البررة ، العالم د.يوسف يعقوب السلطان ، من دخول التاريخ بعد أن تبوء المركز الثالث من بين 2000 من علماء القرن العشرين مقابل مبلغ 160 جنيها إسترلينيا بعد خصم عشرة جنيهات .
ولا ادري السبب الذي دفع السيد السلطان للتصريح بأنه قد خر ساجدا بعد أن جاءه نبأ الفوز !! بالرغم من أنه كان يعلم جيدا بأن اسمه سيرد ذكره بمجرد استلام المؤسسة للنموذج الذي سبق وأن تحدثنا عنه .
المؤسف في الموضوع أن السيد السلطان يعمل مساعدا لمدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية !! ويشرف على لجنة الاستشفاء بالقرآن الكريم ، وهو الشيء الذي لم يذكره في سيرته الذاتية للمؤسسة البريطانية بالرغم من أنه ذكر لها بأنه من مؤسسي اتحاد الجودو !!!
لقد حاولت أكثر من مرة الاتصال بالسيد السلطان هاتفيا في مكتبه في معهد الأبحاث وذلك للتحدث معه عن موضوع هذا المقال قبل نشره ولكن يبدوا ، والله أعلم ، بأنه " لا يداوم " لانشغاله بأبحاث علمية خارج مبنى المعهد !!!
أحمد الصراف