الام المعدة ووداع المسؤول
تنتابني الام غريبة في الجانب الايسر من معدتي , ويغمرني شعور غريب بالحسرة كلما وقعت عيني علي صور احد المسؤولين وهو في طريقه مغادرا البلاد سواء في مهمة رسمية او لزيارة الانجال , حيث نري المسؤول محاطا بعدد كبير جدا من اركان وزارته .. والركب بكامله يتحرك في المطار محدثا ضجة كبيرة بدون اي داع , وهو منظر غير حضاري قلما تقع عين الواحد علي مثله في مطارات الدول المتقدمة والتي تحترم كرامة مواطنيها !!!
وحسب علمي , لم يتساءل اي من مسؤولينا وعلي مدي ثلث قرن او يزيد , عمن بقي في الوزارة ليسير امورها بعد ان تركها كبار مسؤوليها للقيام بواجب وداع الوزير في حله وترحاله , ولم يسال احد نفسه عن سبب بقاء هؤلاء في مناصبهم والتمتع بكل تلك الاهمية اذا كان من الممكن قضاء حاجات المواطنين بدونهم , ولم يكلف اي مسؤول نفسه مشقة السؤال عن سبب وجود كل تلك الجموع في وداعه ؟ وهل هو الحب والوفاء , وهو الذي لم تمض الا ايام قليلة علي تعينيه في منصبه الجديد ام هو النفاق للمسؤول الجديد , وان عليه بالتالي التخلص منهم فور عودته من سفره الميمون ؟ اصبت ايضا , وقبل فترة طويلة بمرض معرفة عدد المهرولين لوداع كبار المسؤولين اثناء سفرهم , واصبحت مولعا بعد رؤوس المودعين , وتسجيل اعدادهم في دفتر خاص اعد لتلك المهمة , وكنت دائم الحملقة في الصور التي تنشر في الصحف والمجلات عن سفر المسؤولين ووصولهم
واتابع نشرة اخبار التاسعة في تلفزيون الكويت "القناة غصب واحد" وقد فاز في فترة ما اللواء عبد الحميد حجي وكيل وزارة الداخلية المساعد السابق بكونه صاحب اكبر وفد مودع , وقدر وزن النجوم والنياشين التي كانت علي اكتاف من قام بتوديعه في احد مهماته الرسمية بنصف طن تقريبا , والله اعلم , وقد احتفظت بتلك الصورة بينت ذلك العدد الهائل من المودعين لفترة طويلة واريتها في حينها لكل من اعرف .
ان مسالة خروج كافة اركان الوزارة لوداع واستقبال الوزير في كل مرة يسافر او يعود فيها الي البلاد مسالة فيها الكثير من ضياع الوقت وهدر الاموال , اضافة الي احتواء الموضوع علي كم هائل من النفاق الاجتماعي والمسؤول الحقيقي , والذي يعرف قدر نفسه ومكانته , في غني عن كل ذلك وعليه ان يبدا بمنع اركان وزارته او اغلبهم علي الاقل , من مهمة التواجد في المطار اثناء ترحاله وعودته من الترحال !!! وعلي المسؤول ان يعرف جيدا ان اركان الوزارة سوف لن يقوموا من تلقاء انفسهم بالتوقف عن واجب توديعه بالمطار , حيث انهم سيفعلون ذلك فور خروجه من الوزارة غير ماسوف عليه !!! فهل من يعلق الجرس ويبدا بنفسه ويسافر باقل كم من الضجة والازعاج فيرتاح ويريح الاخرين ؟!.