سوق المباركية واليابان
أثناء انعقاد مؤتمر القمة العربية، قام رئيس أحد الوفود بزيارة سوق المباركية القديم، وهناك تناول الغداء في أحد مطاعمه الشعبية!
تساءلت، عند قراءة الخبر، عن المكان الذي غسل فيه الضيف ومن كان معه أيديهم وقضوا حاجتهم في ذلك السوق، الذي يفتقد، وكل المنطقة المحيطة به، دورة مياه واحدة نصف لائقة.
لا أدري كيف سمحت البلدية بترك سوق اثري مهم يقع في قلب الوطن، وترك الكويت بأكملها، من دون حمامات عمومية لائقة، أو حتى إيجاد ما يكفي منها، علما بأن أكثر من جهة على استعداد لتبني إنشاء حمامات في مختلف المناطق، بمواصفات عالية ومجانا، مقابل استخدام جزء منها للإعلان، فهل في الأمر صعوبة، أم أن معظم من بيدهم أمر البلدية لا يفهمون، ولا تهمهم سمعة البلد ولا صحة وسلامة المواطنين والمقيمين والزوار الرسميين؟ وهل هناك من سيحاسب مسؤولي البلدية على هذا الإهمال؟ لا أعتقد ذلك، بل العكس هو الذي سيحدث!
من الروائع الجميلة في اليابان حماماتها المتعددة الأشكال والوظائف، فمنها ما يرتفع غطاء التواليت بمجرد دخول الحمام، ومنها ما يعمل بالاستشعار عن بعد، فبمجرد الجلوس على الكرسي، الدافئ دائما، تعمل مروحة الشفط تلقائيا، وتنساب المياه فيه تلقائيا، وما ان ينتهي المرء من قضاء حاجته ويقوم بضغط زر الغسل حتى تنطلق المياه الدافئة من الجهة المطلوبة، وبعدها يتم الضغط على زر التنشيف بالهواء الدافئ، وما ان يقوم من على الكرسي حتى تتدفق المياه ثانية بصورة اوتوماتيكية، وغير ذلك من المزايا، بحيث يمكن الانتهاء من «كل شيء» من دون أن تتبلل الايدي. حتى سلة القمامة يرتفع غطاؤها بمجرد اقتراب اليد من فتحتها من دون لمس. وتمتاز بعض انواع التواليت بخاصية إصدار صوت محدد، يجعل مستعملها غير مكترث إن اصدر صوتا منكرا، حيث لن يسمعه أحد، ويرفع الحرج عنه، وهو حرج لا يعرفه المتسبب بسوء مستوى ووضع حماماتنا العمومية!
وللعلم فإن اليابان، بلد الكفر والكفار، عرفت هذا النوع من المراحيض قبل أكثر من ثلاثين عاما، وغالبيتنا لم يسمع بها، دع عنك وجودها في سوق قديم.
إن رقي الشعوب لا يقاس بثروات أفرادها، بل بما تقدمه حكوماتها من خدمات، وقد اصبح قضاء الحاجة في اليابان متعة، أما عندنا فمعاناة، بسبب كل هذا الكم من المسؤولين الذين لا يدركون أهميتها. وطبعا لا ننسى هنا إعادة الكتابة عن المستوى المخجل لحمامات صالة الوصول في مطار الكويت، الذي نصر على وصفه بالدولي!.
* * *
نؤيد القبس في موقفها من إيقاف الزميلتين «الوطن» و«عالم اليوم» عن الصدور. ونعتبر الإيقاف محنة جديدة تتعرض لها البلاد، وإساءة لمحبي المعرفة والحرية.