أكو عزم وإلا ما كو؟
في عام 1864، قال كارل ماركس: إذا أردت أن تعرف مدى تقدم مجتمع ما، فانظر إلى وضع المرأة فيه! وبعدها بـ150 عاماً جاء المصري أبو إسحاق الحويني ليقول: المرأة الحرة والمتعلمة سبب هزيمة الأمة.
***
على ضوء مشاركة الكويت المجتمع الدولي في الحرب على الإرهاب، صرّح وزير الخارجية بأن هناك «بلورة» لتصور استراتيجي للقضاء على داعش، لما يمثله من خطر على أمن واستقرار المنطقة ككل! وهذا كلام قوي ويصدر للمرة الأولى بهذا الوضوح من نائب رئيس وزراء كويتي. ولكن الوزير ربما يعرف أن القضاء على داعش، إن تم ذلك، لا يعني أبداً أن خطر الإرهاب قد زال، فهناك الآلاف، أو الملايين، الذين يحلمون بما يحلم به أبو بكر البغدادي، وما سبق أن ذكرناه من تقاعس «كل» القيادات الدينية «الفاعلة» في جميع الدول الإسلامية عن إدانة أفعال داعش لم يكن دقيقاً، فقد تبين من تصريحات أطلقها عدد كبير من تلك «القيادات» تأييدها لأفعال داعش، ومعارضتها القوية لخطط التحالف الدولي الجديد للقضاء عليه، ومن هؤلاء رجال دين في الكويت، من أمثال البعض من رابطة «علماء الدين في الخليج» وسياسيون سابقون. كما دخل على الخط «الداعية الإخوانجي» يوسف القرضاوي: رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي لم ينطق بكلمة احتجاج واحدة على قرار بطرد سبعة من «زملائه» الإخوان من قطر. فقد عارض القرضاوي قيادة أميركا لقوات التحالف الجديد، وسبق أن عارض هو وتنظيم الإخوان العالمي تحرير الكويت من قبل أميركا، فهل يريد مثلاً من الصومال أو جيبوتي أن تقود الحملة العسكرية على داعش؟
نعود ونقول إن أفكار داعش تعشش بيننا، وعشها يكبر منذ أربعين عاماً تقريباً، أمام سمع وبصر حكوماتنا الرشيدة، وبرضاها وفي أحيان كثيرة بدعمها، فكيف تأتي الحكومة اليوم وتحارب التنظيم نفسه في الخارج وتنساه في الداخل؟ وماذا يعني حصول قائمة الإخوان والسلف في آخر انتخابات طلبة بجامعة الكويت على أعلى الأصوات، بعد كل ما صرف على الوسطية والخرطية؟
وبناء عليه، فإن مهمة وزير الخارجية لا تنتهي حتماً بالتضامن مع الدول العربية والغربية في القضاء على داعش في الخارج، بل وبالضغط على الحكومة، ووزارة التربية بالذات، لتنظيف المناهج الدراسية في الداخل من كل ما يمت إلى فكر الإخوان والسلف بصلة، وهذه مهمة ليست بالصعبة ولا بالمستحيلة، متى ما توافرت الإرادة، وصدق العزم.