عصر الأرقام السرية
أحمد الصراف
أصبح الرقم السري مؤخرا جزءا من حياتنا، وارتبط بتكنولوجيا العصر. فهو مفتاح بطاقة السحب الآلي والحسابات المصرفية والهاتف النقال وخزانة المجوهرات في البيت والفيسبوك والتويتر والإيميل وجهاز الكمبيوتر. وبالرغم من خطورة الرقم السري فان الغالبية لا تتعامل معه بجدية، حيث نرى من يستخدم تاريخ ميلاده أو رقم الهاتف أو اسم الشركة ككلمة أو رقم سري لجميع احتياجاته. ويتمادى البعض أكثر ويسجل رقم البطاقة في مكان بارز! ولحسن الحظ هناك طرق لاستنباط أرقام سرية سهلة الحفظ وصعبة التخمين على من يستهدفون معرفة رقمك السري أو اختراق عالمك الخاص والاطلاع على حساباتك وأمورك، وأولها عدم استخدام الأمور المسلم بها كتاريخ الميلاد أو اسماء الأهل أو حتى حيوانات البيت الأليفة. كما أن اختيار رموز غريبة قد يحمي سريتك ممن يعرفك او قريب منك. ولكن اولئك الذين يحاولون بالفعل اختراق سرية حساباتك غالبا ما يكونون غرباء عنك، وهؤلاء لهم طرقهم في الوصول لك، فهم يقومون بإدخال قواميس لغة ما بكاملها مع احتمالات الأرقام، وكل احتمالات كتابة اي رقم سري في برنامج كمبيوتر بإمكانه إجراء ملايين الاحتمالات على مدار الأيام حتى الوصول للرقم أو كلمة السر، وبالتالي لكي نعرف كيف نكون كلمة سر أو رقما سريا يستحيل تخمينه يجب علينا أولا أن نعرف الطريقة التي يعمل مخترقو حسابات الغير. فالأرقام الرباعية مثلا اسهل من غيرها في الاختراق، ويحتاج المخترق لإجراء أربعين مليون محاولة لمعرفة اي رقم سري. بينما الرقم المكون من خليط من الأحرف والأرقام عددها ثمانية فإنه يحتاج إلى 1.6 كوالدرليون أو 1.677.721.600.000.000 محاولة. ولو افترضنا أن الكمبيوتر بحاجة لإجراء 1000 عملية تخمين في الثانية الواحدة، فهذا يعني أن الأمر سيستغرق شهرا. اما لإجراء التخمين وفك شيفرة رقم سري من ثمانية أحرف وأرقام فهنا يتطلب الأمر 53 عاما، وبالتالي يبقى الرقم غالبا في مأمن، ولكن هذا مجرد افتراض لأن عقول الغالبية محدودة، وهذا يدفعهم لاختيار رقم لا تتطلب معرفته غير إجراء مليار عملية تخمين فقط. ومن هنا ينصح الخبراء بتكوين ارقامنا من أرقام وأحرف، وأن تكون الأحرف، الإنكليزية، صغيرة وكبيرة small and capital letters. كما ينصحون بتغييرها شهريا، على الأقل، لإرباك برنامج الكمبيوتر، أو القرصان الذي يقف خلفه، الذي يقوم بملاحقتنا لمعرفة رقمنا السري. والمشكلة تكمن طبعا في اننا جميعا تقريبا بحاجة لأرقام سرية سهلة الحفظ، وهذا غالبا ما يكون في مصلحة القراصنة.
* * *
• ملاحظة:
قريبا ستفوز شركة صاحب «الهندسة والشرف الإخواني الرفيع»، بصفقة أسلحة! وهذا يعني أن كل كلامه عن التعفف والنزاهة والتدين، لم يكن إلا دجلا، وهو الذي لم يرحم الحكومة بسبب مواقفها الأخيرة من جماعته!