قصة الفرشاة والمعجون..!


عرف الإنسان منذ القدم كيفية تنظيف أسنانه، فقد وجدت أدوات تنظيف أسنان ضمن آثار البابليين والفراعنة. وفي فترات لاحقة طور الصينيون طريقة لجعل رائحة الفم منعشة من خلال مضغ عصي من شجيرات عطرية، وقاموا بعدها بصنع اول فرشاة أسنان مصنوعة من عظام حيوان أو من قطع خشبية تنتهي بشعيرات من رقبة الخنزير، ولكن الأوروبيين استبدلوا بها شعراً من ذيل الحصان.

وعرف العالم الفرشاة الحديثة لأول مرة عام 1780، عندما صمم الإنكليزي وليم أديس william addis فرشاة ذات قبضة عظمية وشعر خنزير، وكانت من خط واحد.

وفي عام 1844 أصبحت بثلاثة خطوط مصنوعة من الشعر الطبيعي، وبقيت الحال كذلك، إلا أن اخترع دو بون du pont النايلون، ومنذ يومها وفُرشات الأسنان تصنع من قبضة بلاستيكية برأس من النايلون.

أما معجون الأسنان فقد عرفه المصريون في نفس وقت معرفتهم بالفرشاة. كما استخدم الإغريق والرومان نوعا ما من معاجين الاسنان. واستخدم الهنود والصينيون معجونا مستخلصا من طحن حوافر الثيران والرماد الناتج عن حرق قش البيض، أو من عظام الحيوانات أو اصداف البحر، أو من بودرة الفحم. كم استخدم الصينيون عشبة الجنسنك والملح والأعشاب المعطرة في خليط المعجون، بهدف إبقاء اللثة في حالة صحية جيدة، والأسنان سلمية وبيضاء، والنفَس زكيا.

وعرف العالم في القرن الـ19 معجون أسنان مطوراً مضافاً إليه الصابون وبودرة الطباشير وخليط من الأعشاب، وكان قبلها يستخدم كبودرة. وكانت شركة كولجيت أول شركة تسوق معجون الأسنان بعبوات تجارية، وكان ذلك في عام 1873، وكانت تعبئه في برطمانات، قبل ان تتحول للأنابيب البلاستيكية الحالية. وكان المعجون يحتوي في البداية على مادة الصابون، قبل تحول صناعته الى مواد اقل حدة وأكثر قبولا. وفي النصف الثاني من القرن الماضي طور المعجون ليكون بإمكانه معالجة حساسية الأسنان ومحاربة التسوّس، وليلعب دورا كبيرا في صحة الأسنان، وجمالها وجعل رائحة الفم أكثر قبولا.

وتروي قصة أن رجلا قام، مع محاميه، بالاتصال بشركة كبيرة لإنتاج معاجين الأسنان، وأخبرها أن بإمكانه مضاعفة مبيعاتها بطريقة سهلة، وطلب مبلغا كبيرا مقابل فكرته. قبلت الشركة شروطه فطلب منها أن تقوم بمضاعفة حجم فتحة الانبوب، حيث إن المستهلك قد اعتاد على «كبسة» معينة على الانبوب، وسيستمر فيها، وتكبير الفتحة سيجعله يستهلك كمية مضاعفة من المعجون على الفرشاة، من دون داع، وهذا سيزيد من مبيعات الشركة!

ورداً منا على تلك القصة القديمة، التي ربما تعود الى عقود عدة، نقول إن الكثيرين يضعون كمية أكبر من اللازم من المعجون على «فراشي» أسنانهم، وقد بدأت قبل فترة بتقليل تلك الكمية، حتى وصلت مؤخرا إلى أقل من النصف، ولم أشعر حقيقة بأنني فقدت شيئاً، فلم لا تجربوا أنتم ذلك؟!


أحمد الصراف

 

الارشيف

Back to Top