لا «شريعة».. ولا طابور!
ورد في وسائل التواصل الاجتماعي أن وزير التربية، وزير التعليم العالي، يتعرَّض لضغوط شديدة لتعيين أحد أعضاء هيئة التدريس في كلية الشريعة في منصب العميد. وان الضغوط عليه تأتي من شقيق ذلك الشخص، العضو في مجلس الأمة، من منطلق سياسة «المخامط». ويقال إن سمو رئيس مجلس الوزراء يتعاطف مع العضو!
قد لا يكون الخبر صحيحاً، وليس هناك من قام بنفيه في ظل الأوضاع الكثيرة السيئة التي نمر بها، وهذا ليس موضوع مقالنا، بل نحن معنيون هنا بالتساؤل عن سبب عدم تحويل كلية الشريعة إلى كلية أخلاق، وإعادة إلحاقها بكلية الحقوق، كما كانت الحال في السابق.
أريد شخصاً واحداً يفيدني بما جناه أو استفاد المجتمع من صرف كل هذا الجهد والمال على كلية شريعة، ومن هذا الكم من خريجيها؟ وكيف يمكن قبول وجود كل هذا العدد من حَمَلة شهادات الدكتوراه من خريجي «الشريعة» في مادة دينية، نص أصلها على انها اكتملت قبل أكثر من 1400 عام؟ علما بأن الدكتوراه تعني إضافة شيء ما للمادة، فما الذي أضافته رسالات عشرات آلاف خريجي الدكتوراه في كليات الشريعة للدين، لكي تستمر عملية تفريخ حملة هذه الشهادات العالية؟ ول.مَ لَمْ يتساءل أحد يوماً عن سبب هذا الكم الكبير من «المضروب» منها، والذي لا يساوي ثمن الحبر الذي كُتبت به؟
من جهة أخرى، قرر وزير التربية، وبسبب الهبوط الكبير في درجات الحرارة، ورأفة بطلاب وطالبات المدارس، إلغاء نظام طابور الصباح، ولكن بصورة مؤقتة، علما بأن طابور الصباح سمة من سمات الدول المتخلفة، وهو نظام هَر.م لا معنى له. وأتذكر انني وقفت فيه، وأنا طالب، لسنوات، وكانت لحظاته مثار سخرية وتضييع وقت، ولا أتذكر أنني استفدت منه يوماً شيئاً.
فطابور الصباح يخدم أغراض الأنظمة الدكتاتورية، كنظام الأخ كيم الكوري، ولا ينفع للقرن الحادي والعشرين. فقد انتفت الفائدة منه، مع وجود كل وسائل التواصل الحديثة. فرسالة الطابور التبليغية ـــ إن كانت وجدت ـــ يمكن تبليغها للطلبة، من خلال نشرة مكتوبة تعطى لمدرس أول صف في الصباح، ليتم إيصالها اليهم بطريقة أكثر حضارية.
كما أن الوقوف للعلم وسماع النشيد الوطني يمكن القيام بهما أيضاً في الفصل، مع إشراف كل مدرس فصل على طلبته، وبالتالي تغيب البهدلة والتذمّر، من الطلبة والمدرسين، من البرد والحر.
القرار بسيط ويحتاج الى وزير «بولد» bold، وصاحب قرار، ولا أعتقد أن الأمر يتطلب أن ينعقد مجلس الوزراء من أجل إقراره، فوزير التربية خير من يمتلك شجاعة إحداث مثل هذا التغيير البسيط، والحضاري.
* * *
ملاحظة: لضيق الوقت، قمت بإغلاق حسابي على «الفيسبوك»، فالمعذرة لكل من اتصل وسأل.
أحمد الصراف