.. وأيضاً شذرات مذرات
1ــ أصدر النائب العام المصري قراراً بإدراج اسم الإعلامي، والنائب المصري السابق، توفيق عكاشة، في قوائم الممنوعين من السفر، وذلك على ذمة التحقيق معه بتهمة تزوير شهادة الدكتوراه التي يحملها. ولو قام النائب العام الكويتي بمثل هذه المبادرة، فكم من «فطاحلة حملة الدكتوراه» لدينا يا ترى سيمنعون من السفر؟ نكتب هذا على ضوء التصريح الأخير الذي أدلى به وزير التعليم العالي، من أن تقرير لجنة التحقيق في صحة شهادات دكتوراه الكثير من حملتها سيصدر قريباً! ومن الطبيعي الاستغراب من طول الفترة التي استغرقتها عملية التدقيق، فلدى الوزارة كشوف تبين جميع جامعات العالم المعترف بها، ويمكن خلال شهر فقط مطابقة اسم جامعة كل شهادة بالكشف المعتمد، ومعرفة الحقيقة. ولكن نعتقد أن التأخير ربما يتعلق بأمور أخرى أكثر حساسية. فالمشكلة طبعا ليست في معرفة صحة شهادة دكتوراه من عدمها، بل في ما يجب عمله أو الإجراء المطلوب اتخاذه تجاه هؤلاء المزورين؟ فإن كانوا بلا عمل حتى الآن، فإن موضوعهم «مقدور عليه»، ولو أنهم سيشكلون صداعاً دائماً للوزير بتدخلات بعض النواب المستمرة لمصلحتهم. أما الفئة التي حصلت على وظيفة أو عملت بموجب شهادتها المزورة، وترتبت أوضاع ومراكز قانونية نتيجة قرارات اتخذوها، فهم الذين سيشكلون مأزقاً حقيقياً للحكومة! فطردهم من وظائفهم صعب جداً، وتركهم في مناصبهم أكثر صعوبة، خاصة أن حكومتنا الرشيدة المترددة لن يكون بإمكانها اتخاذ قرار يتعلق بمصير هؤلاء، وكل منهم يمون على متنفذ أو نائب أو غير ذلك؟ وعليه، لا أتوقع قراراً حاسماً سيصدر بحق مزوري شهاداتهم الجامعية والدكتوراه، وستبقى قضيتهم مائعة كـ«مياعة» وضعنا المالي والسياسي والاقتصادي!
2 ــ طلبت بلدية الكويت من الصحف والمجلات، عن طريق وزارة الإعلام، منع نشر إعلانات المطاعم المنزلية، بعد أن استفحلت الظاهرة، وأصبحت مقلقة وتشكل خطراً حقيقياً على الصحة العامة، إضافة إلى كون بيع الأطعمة المطبوخة أو المحضَّرة داخل البيوت والشقق نشاطا غير قانوني، ويعمل من غير ترخيص تجاري أو صحي. كما قد يكون صاحب المنزل، أو العاملون لديه مصابين بأمراض معدية. والشكر هنا موصول لمدير عام البلدية الجديد.
3 ــ يحن الكثير من أصحاب العقول (…) لأيام الخلافة العثمانية. كما تعمل منظمات وأحزاب دينية متطرفة على استعادة تجربة الخلافة تلك، وكأنها كانت سمناً وعسلاً، ولو عاشوها بالفعل لعرفوا حقيقتها، وما كان يحدث فيها من إجرام. ولو استعرضنا 600 عاماً من تاريخها، لوجدنا أنها لم تقدم للبشرية خلال تلك الفترة غير مؤامرات البلاط واغتيالات الإخوة بعضهم لبعض، ولم نسمع بعالم أو مكتشف أو مخترع عثماني واحد!
أحمد الصراف