يا مسلمينا.. عودوا إلى أوطانكم
يا مسلمي فرنسا وبلجيكا وبريطانيا والمانيا، ويا مسلمي بقية أوروبا وأميركا، لقد تعبنا منكم، فخذوا «عفشكم»، وارتحلوا عنا، وعودوا من حيث اتيتم. عودوا وخذوا معكم مدارسكم الدينية، فربما سئمتم علمانية مدارسنا، وانقلوا أفكاركم معكم، فأوطانكم أكثر حاجة لها. واقتلعوا ما زرعتم، إن زرعتم شيئا أصلا، فشمس بلادكم بحاجة لظلالها، واتركونا في حالنا.
ارحلوا عنا، فأجواؤنا غير ملائمة لكم، فطقسنا بارد وضبابنا كئيب. عودوا لشمس بلادكم الساطعة، وصحاريكم الشاسعة، وسهولكم الخضراء، ومراعيكم الدافئة، واتركونا مع أمطارنا الغزيرة وثلوجنا الكثيفة، وعواصف رياحنا المدمرة.
ارحلوا عنا، فأنتم تكرهون أشكال صلباننا، وتزعجكم دقات أجراس كنائسنا، وتغيظكم أردية رهباننا، وتثيركم طقوس صلواتنا.
ماذا تريدون منا، لماذا لا ترحلون؟! الا تعتبرون طعامنا حراما، وملابسنا نجسة وبيوتنا غير طاهرة؟ فلماذا لا تعودون إلى اللحم الحلال، والملابس الطاهرة، والبيوت المباركة؟!
تهزأون منا وتصفوننا بالقذارة؛ لأنكم تعتقدون أننا لا نغتسل بما يكفي! لن نختلف معكم، ونؤكد انطباعاتكم عنا، فلم لا ترحلون لكي لا تتنجسوا من ملامساتنا؟!
تقولون اننا ناقصو «غيرة»، ولا نكترث لتصرفات وسمعة نسائنا وفتياتنا، واننا نتسامح، او لا نكترث لقضايا الشرف، وأن لا اعتبار لها لدينا، ولكن بناتكم، وصبيتكم، سيتأثرون يوما بنا، ويصبحون مثلنا ناقصي «غيرة»، فلم لا ترحلون عنا بفتياتكم وفتيتكم وشرفكم وعفتكم، فتصونوها، وتحفظوا سمعة أسركم من التلوث، وحياتكم من المهانة؟!
تلوموننا لأننا ندير الخد لمن يصفعنا، وأننا خانعون لا نعرف الكبرياء، وهنا ايضا لن نختلف معكم، ولكن لا تنسوا أن التسامح معدٍ، ويوما ما ستصبحون، وأسركم، مثلنا ، فلم لا ترحلون عنا، قبل أن تصيبكم أوبئة التسامح والعفو والمحبة؟!
تكرهون أعيادنا، وتبغضون النظر لتماثيلنا وملامسة أيقوناتنا، وتربطونها بالشرك والوثنية، وترفضون وضع أشجار الميلاد في بيوتكم، ولا تأكلون من بيض الإيستر الملون، وتحرمون إهداء الزهور، وتكفرون كل ما يؤكل من الخنزير، أو يستخدم من منتجاته، فلم لا تعودون الى خرافكم وابقاركم، وجحافل جمالكم كي ترعوها وتحلبوها وتأكلوا لحومها الحلال كما تشتهون، وتتركونا مع ماشيتنا «المحرمة»، بلحومها، وأشكالها، الكريهة بنظركم.
تكرهون العلمانية في أوطانكم، وتحاربون تطبيقها، ولكنكم تغامرون بحياتكم لكي تأتوا لأوطاننا وتعيشوا تحت ظلها. وما أن تستقروا، حتى تطالبوا بمزاياها، وبكامل حقوق المواطنة وبالمساواة في المعاملة.
تمنعون الغير من إقامة دور العبادة في دياركم، وترفضون بناء مقابر لهم، ولكن ما ان تطأ اقدامكم أوطاننا حتى ترتفع عقيرتكم مطالبة الدولة بأن تبني لكم مساجدكم، وتعطيكم أراضي مقابركم.
لا تحبون موسيقانا، ولا تميلون لفنوننا، وتسخرون من أوبريهاتنا، وترفضون مجمل ثقافتنا، ولكنكم تستميتون للوصول الى أراضينا، فلم لم تبقوا حيث كنتم، وتوفروا على أنفسكم كل هذا الحقد والكراهية لكل ما تمثله حضارتنا؟!
شكرا لكم، وشكرا لكل مساهماتكم الثقافية والصناعية والعلمية، والآن أكرمونا بعودتكم الى جنات عدن، التي سبق ان قدمتم منها، فهي بحاجة أكثر الى«معارفكم»، فقد فاض الكيل بنا.
أحمد الصراف