الكلباني.. وأنا
يعتبر السعودي عادل الكلباني من أكثر رجال الدين إثارة للجدل في مجتمع شديد المحافظة. فقد سبق أن افتى عام 2010 بتحليل الغناء والمعازف بحجة أن ليس هناك ما يحرمها. وقد لقيت فتواه معارضة من بقية رجال الدين، وطالب بعضهم بمحاسبته. كما صرح مؤخرا بأنه لن يمنع قيام بناته بقيادة السيارة، إن سمحت السلطات بذلك.
شغل الكلباني، وهو من مواليد 1959، عدة مناصب دينية، وسبق أن عين إماما لصلاة التراويح في المسجد الحرام، وهو حاليا إمام مسجد جامعة الملك خالد في الرياض.
في لقاء مع إحدى القنوات الدينية في السعودية صرح عادل الكلباني ردا على سؤال عما إذا كان «داعش» نتاج الصحوة الدينية، فقال إنه لا يشك في ذلك. واضاف أن «داعش» قد يكون صناعة مخابراتية، كما يرى البعض، ولكن أجهزة الاستخبارات، حسب قوله، لا تنشئ شيئا جديدا، بل هي تستغل ما هو موجود. وبالتالي هم استغلوا من يحمل فكر «داعش»، والفكر الذي يحمله «داعش» ويعمل به هو فكر سلفي. وبالتالي فإن «داعش» ليس إخوانيا ولا قطبيا وليس صوفيا ولا اشعريا، بل هو يستدل بما في كتبنا نحن؛ أي السلف، وفي مبادئنا نحن، ولهذا ستجد أن اكثر من ينتقد «داعش» لا ينتقد فكره بل ينتقد فعله، ونحن نريد نقد الفكر الذي بني عليه التنظيم، ولكننا لا نفعل ذلك بل ننتقد مثلا الطريقة التي يتبعها في قتل خصومه لكونها تسيء لنا أمام العالم، فهل لو قتل بطريقة لا تسيء الينا فلا بأس؟
ويستطرد الكلباني قائلا: إذاً الفكرة الأصلية والمنبت الأصلي لـ«داعش» سلفي، وقد تأتي جهات دولية أو مخابراتية وتمده بالمال والعتاد والسلاح، ولكنه في النهاية استغل مذهبا موجودا عندنا في كتبنا، وبين ظهرانينا. بل هناك بيننا من يحمل نفس الفكر، ولكن بأسلوب معدل، فقد سبق ان استباح دماء صحافيين وغيرهم بفتاوى من عندنا، ومن مصادر سلفية!
انتهى الحوار، ونص المقابلة موجود على اليوتيوب، ويمكن إرساله لمن يرغب!
والآن، ألم نكرر منذ سنوات مثل هذا الكلام؟ الم نقل بأنه ليس مهما من يقف وراء «داعش»، إن كانت إيران أو دول الخليج او المخابرات الدولية أو سوريا او الشياطين؟ فمآل «داعش» الفناء عاجلا أو آجلا، بل ما يعنينا هو الفكر الذي ينهل منه، والذي نهلت منه جميع الحركات والتنظيمات التي سبقت «داعش» بمئات السنين. هذا الفكر لا يمكن لأفراد معدودين التصدي له، بل يتطلب الأمر عمل دول، وفي مقدمتها الإسلامية الكبرى كباكستان واندونيسيا والسعودية ومصر وإيران والعراق. فـ«طالبان» التي اشعلت المنطقة في السنوات الثلاثين الماضية بالحروب الطائفية، هي من مخرجات أكثر من 150 الف مدرسة قرآنية في باكستان وحدها، التي مولت دول خليجية تأسيسها والصرف عليها.
إن علينا ان نفيق من سباتنا ونفعل شيئا لإصلاح منظوماتنا التعليمية، قبل أن يأتي ترامب وأمثاله، ويجبرونا على القيام بذلك!
أحمد الصراف