محطات ثلاث
المحطة الأولى: عند استلام الرئيس عبدالفتاح السيسي للحكم، إثر الثورة التي خلصت مصر والمنطقة من شرور حكم الإخوان، أعلنت وسائل الإعلام، وفي محاولة لم تكن هناك أصلا حاجة لها، وربما كان هدفها الدعاية للجيش، عن نجاح ضابط مصري برتبة لواء في «اختراع» آلة بإمكانها علاج مرضى فيروس سي، أو مرض الكبد الوبائي، ومرض فقدان المناعة، الأيدز! وقمنا حينها بالكتابة عن الموضوع والسخرية من الاختراع، واستحالة قيام عسكري متواضع القدرات الفنية والطبية، على اختراع جهاز يعالج أمراضا مستعصية، عجز الطب الغربي فيها، خصوصاً أن الأمر ليس ميكانيكاً بحيث يستطع «جهاز» معالجته، والشفاء منه. وصدق توقعنا، حيث قامت نقابة الأطباء المصرية، وبعد تأخير طال سنوات ثلاث، بإيقاف ثلاثة أطباء بتهمة الترويج للجهاز، والإصرار على أنه جيد وثبت نجاحه. لم يطل الإيقاف «حضرة اللواء»، لأن النقابة لا سلطة لها عليه، كونه ليس طبيباً أصلاً، وربما لا يزال على رأس عمله.
المحطة الثانية: أعلنت الهيئة العامة للعناية بطباعة القرآن، والسنة النبوية وعلومها، وهي الهيئة التي طالت الأقاويل ذمم بعض العاملين فيها، وأحيلوا إلى النيابة العامة بسببها، والتي لم تطبع نسخة واحدة من القرآن على الرغم من مرور سنوات على تأسيسها، أعلنت، وبكل فخر، عن «استضافة» رجل الدين اللندني عبد الحق بن حقي التركماني، رئيس مركز تفسير الإسلام في بريطانيا، لإلقاء عدة ندوات «علمية» تتعلق بطريقة التعامل مع غير المسلمين!
لا أدري ما حاجتنا، نحن بالذات في الكويت، إلى من يأتي من لندن ليعلمنا كيفية التعامل مع غير المسلم، ونحن وآباؤنا نتعامل معهم تجارياً وعملياً، ونتعايش معهم منذ مئات السنين، ولم نضطر يوماً، أو نشعر بالحاجة إلى من يأتي من الخارج على حسابنا، كالشيخ التركماني، مع كل ما سيتكلفه المال العام من صرف على سفره وإقامته ومكافأته وعودته، ليخبرنا بشبه بديهية كيفية التعامل مع غير المسلمين.
إن من يحتاج بالفعل إلى أن يتعلم كيفية التعامل مع غير المسلم هم مسلمو بريطانيا، الذين نسي بعضهم أصول المواطنة والضيافة، وتورطوا في جرائم إرهاب وقتل، فأساءوا لأنفسهم ولأقربائهم، ولغيرهم من المسلمين المعتدلين، هذا غير الإساءة الشديدة بحق مواطنين بريطانيين أبرياء، وبالتالي نحن بالفعل في غنى عن محاضرات ونصائح الأخ بن حقي!
المحطة الثالثة: انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورة حقيقية لرجل معرض للغرق، مادا يده لمن يحاول إنقاذه، وكتب تحت الصورة الكلمات التالية على لسان الغريق: أنقذني أيها الكافر أرجوك. أنقذني لكي أعيش في بلدك، وأتلقى العلاج في مستشفياتك، وأسكن في بناياتك، وآكل من حسناتك، وابني مسجدي من تبرعاتك، لأدعو من على منبره عليك باللعنة، لأنك كافر ومن أحفاد القردة والخنازير.
• ملاحظة: يبدو أن عرض القيام بالعمرة في رمضان عن المتكاسل والعاجز لقاء دفع 23 ديناراً للعمرة قد نجح، حيث أصبح الآن يطلب فقط دفع 1750 ديناراً لعمرات تدوم 25 سنة، ليستمر مسلسل استغلال شهر الصوم في الضحك على السذج.
أحمد الصراف