أصل البلاء
«.. جماعة الإخوان المسلمين أصل البلاء. كل مشاكلنا وإفرازاتنا جاءت من جماعة الإخوان المسلمين، فهم الذين خلقوا هذه التيارات وأشاعوا هذه الأفكار..»!
(نايف بن عبدالعزيز ـــ 2002)
«.. الإخونجية هم الخطر الثالث الأكبر الذي يواجه السعودية بعد إيران، والإرهاب..».
(محمد بن سلمان ـــ 2017)
* * *
ليس هناك من هو أكثر كذباً من ذلك الذي يدّعي أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة مسالمة، ولا تسعى إلى الشر، ولا تخطط للانقلاب على الأنظمة الحاكمة، ولا تطمح إلى حكم الدول الإسلامية، ولا فرض الخلافة الدينية عليها، وإن على طريقتها الخاصة، كما رأينا في مصر (محمد مرسي)!
لقد استندت جماعة «الإخوان المسلمين»، منذ تأسيسها في مصر عام 1928 إلى التأويل الحرفي الإرهابي للنصوص الدينية، وبالتالي لم يكن من قبيل الصدفة اختيارها لسيفين متقاطعين، وتحتهما كلمة «وأعدوا»، وهي اختصار للآية القرآنية: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم»، شعاراً لنفسها.
وليس هناك داع للخوض في تاريخ الإرهاب الإخواني، وعمليات الاغتيال التي قاموا بها ضد المناهضين لهم، ولكن من المهم الحديث عن التغيير الفكري الذي طرأ على الجماعة، والذي تم على خلاله تجذير العنف في فلسفة «الإخوان» مع انضمام سيد قطب للحركة، حيث قام بصياغة نظرية تكفيرية شاملة، أهم مفرداتها الحكم على المجتمعات الإسلامية المعاصرة بأنها مجتمعات جاهلية، والدعوة إلى الانقلاب المسلح على الأنظمة القائمة، وإجبارها على تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية لإخراجها من الجاهلية إلى الحضارة، وهذا الحدث الطارئ حول العنف في الجماعة من هواية لفلسفة.
كما دعا قطب إلى إعلاء شأن الخلافة الإسلامية، ورفض الحداثة الغربية، وتطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية بدل التشريعات الوضعية. كما دعا إلى تبنّي نظرية متكاملة في تكفير غير المسلمين. وبالتالي، لم يكن غريبا ذلك التغيّر الأخير في موقف السعودية، بعد تغير موقف الإمارات، من جماعة «الإخوان المسلمين».
وفي حديث للأمير نايف لجريدة السياسة، ذكر أن عبدالرحمن خليفة وراشد الغنوشي وعبدالمجيد الزنداني، قاموا بزيارته إبان احتلال الكويت، وقال إنه سألهم: هل تقبلون بغزو دولة لدولة أخرى واقتلاع شعبها؟ فردوا عليه بالقول إنهم أتوا للاستماع وأخذ الآراء. ويضيف الأمير نايف: ولكن بعد وصول الوفد الإسلامي إلى العراق، فاجأونا ببيانهم المؤيد للغزو!
وعلى الرغم من كل هذه الحقائق، فإن «الإخوان» لا يزالون يجدون الكنف الآمن لهم في الكويت، والكل يطلب رضاهم. وكان لافتا مثلا رؤية كل ذلك العدد من «الشخصيات» والوجوه، التي نكن لها كل احترام، وهي «تهرول» لتقديم التهنئة لكبار زعماء حركة الإخوان المسلمين في حصنهم في الكويت، بمناسبة عيد الفطر، وكأن هؤلاء من طينة أخرى، تختلف عن طينة أقرانهم، في مصر وغزة وغيرهما!
أحمد الصراف