صحوة الأحمدي
كتب الزميل فهد الأحمدي مقالاً قبل أيام في جريدة الرياض السعودية بعنوان «زمن الصحوة»، ذكر فيه أن في حياة كل أمة فترة كئيبة لا يذكرها التاريخ بخير.. فترة غابت فيها عن الوعي والرشد والتفكير العقلاني، لدرجة تتعجب هي نفسها كيف استسلمت لها بكل تلك الاستهانة (أو الاستهبال). ففي أميركا كانت هناك الفترة المكارثية، حيث طُورد المثقفون والسياسيون بتهمة الشيوعية. وفي ألمانيا كانت هناك الدعوة النازية التي استخف بها الألمان حتى وصل النازيون للحكم وأشعلوا فتيل الحرب العالمية الثانية. وفي اليابان فترة العسكر الذين استعبدوا المجتمع، وسعوا لاحتلال كامل آسيا، لولا القنبلة الذرية التي أعادتهم لرشدهم. وفي كمبوديا عصابات الخمير الشيوعية التي قتلت ثلث الشعب الكمبودي بدعوى تطهيره من البرجوازية والرأسمالية والثقافة الغربية.
جميعها فترات غفت فيها الشعوب، وتراجع فيها العقل، وسيطر خلالها نمط فكري وحيد، وكانت فترات كئيبة خلقتها تيارات متطرفة تجاهلها المجتمع حتى استشرت وقويت وأمسكت بزمام السلطة.
ويستطرد قائلاً إنهم في السعودية مروا بفترة مماثلة، لكنها لحسن الحظ لم تصل مرحلتها الأخيرة، ونحن في الكويت مررنا بفترة مماثلة سميت بفترة الصحوة، كما في السعودية وغيرها، فترة غفونا فيها، حكومة وشعباً، وسلمنا لحانا لقوى التخلف من إخوان وسلف وتلف، بحجة أنهم الأفضل فهماً لمتطلبات المرحلة، فغيَّبوا عقولنا وأعادونا عقوداً إلى الوراء، وفتتوا المجتمع، وفرزوا مكوناته، وكرهونا في كل جميل، بعد أن فرضوا علينا فكراً منفرداً، وفهماً وحيداً للحياة، ونظرة أحادية للعلاقة مع الغير….. وأثناء انشغالنا بتتبع تعليماتهم والتفكير في أقوالهم، وتتبع خطواتهم، وخوض المعارك الخارجية بناء على فتاواهم وتوصياتهم، قاموا هم، خلسة وعلانية، بتكوين الثروات الضخمة لأنفسهم، ولأحزابهم، والسكن في أفضل المنازل واقتناء أثمن المركبات وتملك الشاليهات، وتحول الكثير منهم لنجوم تدفع لهم قنوات الخداع والضياع والتضليل الملايين مقابل لغو الكلام.
ويعود الأحمدي ليقول إننا كنا وما زلنا من أكثر الشعوب تديناً ولكن الصحوة حولتنا إلى أكثر الشعوب تشدداً وتزمتاً. وهناك من استغل الجهاد لتحريض الأمة ولنصرة الأشقاء واستعادة الأمجاد.. هناك من شغلنا باختلاق المحرمات وتضييق المباحات وتكفير الآراء الفقهية المعتدلة.. هناك من أصابنا بانفصام الشخصية، بسبب خطبه النارية، وفتاواه الاحترازية، وتوعده بمصير فرعون وثمود، وتسببوا في موت الآلاف في ديار الغربة، التي أرسلوهم لها، وقعدوا هم في بيوتهم، دون أن نسمع بأن ابن أي من مشايخ الغوغاء هؤلاء قد أرسل ابنه ليحارب في ميادين القتال التي دفع أبناء غيره ليحاربوا بها.
وينهي مقاله بالقول إن من حق المجتمع أن يمقت فترة الصحوة، ويندم عليها، كونه خُدع خلالها كثيراً، وغاب طويلاً، وفقد في أفغانستان جيلاً بريئاً. نعم من حقه أن يستبشر خيراً بالصحوة الحقيقية التي يراها هذه الأيام، ويتطلع لإنجازات مادية حقيقية تتجاوز مرحلة التنظير وصناعة الكلام.
جميعها فترات غفت فيها الشعوب، وتراجع فيها العقل، وسيطر خلالها نمط فكري وحيد، وكانت فترات كئيبة خلقتها تيارات متطرفة تجاهلها المجتمع حتى استشرت وقويت وأمسكت بزمام السلطة.
ويستطرد قائلاً إنهم في السعودية مروا بفترة مماثلة، لكنها لحسن الحظ لم تصل مرحلتها الأخيرة، ونحن في الكويت مررنا بفترة مماثلة سميت بفترة الصحوة، كما في السعودية وغيرها، فترة غفونا فيها، حكومة وشعباً، وسلمنا لحانا لقوى التخلف من إخوان وسلف وتلف، بحجة أنهم الأفضل فهماً لمتطلبات المرحلة، فغيَّبوا عقولنا وأعادونا عقوداً إلى الوراء، وفتتوا المجتمع، وفرزوا مكوناته، وكرهونا في كل جميل، بعد أن فرضوا علينا فكراً منفرداً، وفهماً وحيداً للحياة، ونظرة أحادية للعلاقة مع الغير….. وأثناء انشغالنا بتتبع تعليماتهم والتفكير في أقوالهم، وتتبع خطواتهم، وخوض المعارك الخارجية بناء على فتاواهم وتوصياتهم، قاموا هم، خلسة وعلانية، بتكوين الثروات الضخمة لأنفسهم، ولأحزابهم، والسكن في أفضل المنازل واقتناء أثمن المركبات وتملك الشاليهات، وتحول الكثير منهم لنجوم تدفع لهم قنوات الخداع والضياع والتضليل الملايين مقابل لغو الكلام.
ويعود الأحمدي ليقول إننا كنا وما زلنا من أكثر الشعوب تديناً ولكن الصحوة حولتنا إلى أكثر الشعوب تشدداً وتزمتاً. وهناك من استغل الجهاد لتحريض الأمة ولنصرة الأشقاء واستعادة الأمجاد.. هناك من شغلنا باختلاق المحرمات وتضييق المباحات وتكفير الآراء الفقهية المعتدلة.. هناك من أصابنا بانفصام الشخصية، بسبب خطبه النارية، وفتاواه الاحترازية، وتوعده بمصير فرعون وثمود، وتسببوا في موت الآلاف في ديار الغربة، التي أرسلوهم لها، وقعدوا هم في بيوتهم، دون أن نسمع بأن ابن أي من مشايخ الغوغاء هؤلاء قد أرسل ابنه ليحارب في ميادين القتال التي دفع أبناء غيره ليحاربوا بها.
وينهي مقاله بالقول إن من حق المجتمع أن يمقت فترة الصحوة، ويندم عليها، كونه خُدع خلالها كثيراً، وغاب طويلاً، وفقد في أفغانستان جيلاً بريئاً. نعم من حقه أن يستبشر خيراً بالصحوة الحقيقية التي يراها هذه الأيام، ويتطلع لإنجازات مادية حقيقية تتجاوز مرحلة التنظير وصناعة الكلام.