مأزق التميمي
يعتبر الفلسطيني البريطاني عزام التميمي واحدا من كبار إعلاميي ومثقفي الإخوان المسلمين، وهو قد سبق له أن تلقى تعليمه في الكويت، وسافر منها الى بريطانيا، وحصل على جنسيتها، وتاليا على شهادة دكتوراه في الفلسفة السياسية منها قبل 30 عاما، ليعمل باحثا ومحاضرا، واستاذا زائرا في جامعات أوروبية ويابانية وغيرها. ثم قام بوضع عدة كتب باللغة الإنكليزية حول الحركات الإسلامية وتاريخها، وكان آخر مؤلفاته عن «حماس» التي ينتمي اليها سياسيا. كما شارك عزام عام 2006 في تأسيس قناة الحوار الفضائية من لندن، وله مشاركات حوارية عديدة مع مختلف القنوات الفضائية عن القضية والحركات الإسلامية.. ومع كل هذه الخلفية الواسعة والتاريخ الطويل فإنه سقط سقوطا مخجلا أمام سؤال بسيط وجهته له مقدمة نشرة أخبار في البي بي سي العربية. فقد ذكر عزام في بداية المقابلة أن ثورات الربيع العربي أرادت استبدال الأنظمة الاستبدادية، والبدء بعملية تحول ديموقراطي، وان تلك الأنظمة لم تكن تريد رؤية الديموقراطية في أي مكان في المنطقة لأنها تخشى من قيامها.
وهنا قاطعته المذيعة قائلة: وهل الإخوان المسلمون، القائم نظامهم على السمع والطاعة للمرشد الأعلى هم الذين كانوا يريدون الديموقراطية في العالم العربي؟ فرد التميمي قائلا: اسمحي لي أن أقول لك ان «فهمك» للإخوان غير صحيح، وإن مبدأ السمع والطاعة عند الإخوان لا يتعارض مع حرية الرأي والديموقراطية، ولا دخل له بالسعي لتطبيقها.. فقاطعته المقدمة قائلة إن مبدأ السمع والطاعة يدعو الى عدم التفكير! فقاطعها التميمي قائلا إن اتهامها هذا خطير جدا، وإن خيرة مفكري الأمة الذين كتبوا في الديموقراطية وحقوق الإنسان كلهم من مدرسة الإخوان المسلمين! فسألته المقدمة: مثل من؟ فسكت التميمي. وأعادت المقدمة السؤال: مثل من؟ فساد صمت ثقيل ولم يجب هذا «المثقف والأكاديمي وحامل شهادة الدكتوراه والمحاضر والأستاذ الجامعي، والمؤلف»، بكلمة واحدة! والحقيقة أن الإفحام لم يأت من المقدمة فقط، التي لم يتجاوز عمرها نصف عمر التميمي، بل من حقيقة عدم وجود مثل هذا الشيء الذي ادعاه. فبعد ما يقارب القرن من قيام حركة الإخوان المسلمين فإنها، لسبب يعود الى طبيعة تكوينها وسطحية فكرتها وفكر من أسسها، فإنها عاجزة حقا عن العطاء الثقافي أو الأدبي، وتعاني من التقصير حتى في مجال الثقافة الإسلامية. كما لم يفكر أي من فطاحلتها في دراسة الانتقادات التي توجه اليهم وتصفهم بالضحالة في الفكر، بسبب تطبيقات مبدأ السمع والطاعة الذي قيد فكرهم تماما وجعلهم أدوات بيد المرشد، بدلا من أن يكونوا ينابيع للعلم والمعرفة. وبالتالي ليس غريبا ملاحظة خلو الحركة من أي شخصية مبدعة، بخلاف مجالي الدعوة وجمع الأموال، فلا شعراء مميزين، ولا كتاب رواية مشهورين، وليس بينهم مبدعون في أي من العلوم الإنسانية الأخرى بالرغم من طول تاريخهم والعدد المهول الذي ينتمي اليهم. فهل يكفي هذا للرد على السذج بيننا من محبي الإخوان؟
وهنا قاطعته المذيعة قائلة: وهل الإخوان المسلمون، القائم نظامهم على السمع والطاعة للمرشد الأعلى هم الذين كانوا يريدون الديموقراطية في العالم العربي؟ فرد التميمي قائلا: اسمحي لي أن أقول لك ان «فهمك» للإخوان غير صحيح، وإن مبدأ السمع والطاعة عند الإخوان لا يتعارض مع حرية الرأي والديموقراطية، ولا دخل له بالسعي لتطبيقها.. فقاطعته المقدمة قائلة إن مبدأ السمع والطاعة يدعو الى عدم التفكير! فقاطعها التميمي قائلا إن اتهامها هذا خطير جدا، وإن خيرة مفكري الأمة الذين كتبوا في الديموقراطية وحقوق الإنسان كلهم من مدرسة الإخوان المسلمين! فسألته المقدمة: مثل من؟ فسكت التميمي. وأعادت المقدمة السؤال: مثل من؟ فساد صمت ثقيل ولم يجب هذا «المثقف والأكاديمي وحامل شهادة الدكتوراه والمحاضر والأستاذ الجامعي، والمؤلف»، بكلمة واحدة! والحقيقة أن الإفحام لم يأت من المقدمة فقط، التي لم يتجاوز عمرها نصف عمر التميمي، بل من حقيقة عدم وجود مثل هذا الشيء الذي ادعاه. فبعد ما يقارب القرن من قيام حركة الإخوان المسلمين فإنها، لسبب يعود الى طبيعة تكوينها وسطحية فكرتها وفكر من أسسها، فإنها عاجزة حقا عن العطاء الثقافي أو الأدبي، وتعاني من التقصير حتى في مجال الثقافة الإسلامية. كما لم يفكر أي من فطاحلتها في دراسة الانتقادات التي توجه اليهم وتصفهم بالضحالة في الفكر، بسبب تطبيقات مبدأ السمع والطاعة الذي قيد فكرهم تماما وجعلهم أدوات بيد المرشد، بدلا من أن يكونوا ينابيع للعلم والمعرفة. وبالتالي ليس غريبا ملاحظة خلو الحركة من أي شخصية مبدعة، بخلاف مجالي الدعوة وجمع الأموال، فلا شعراء مميزين، ولا كتاب رواية مشهورين، وليس بينهم مبدعون في أي من العلوم الإنسانية الأخرى بالرغم من طول تاريخهم والعدد المهول الذي ينتمي اليهم. فهل يكفي هذا للرد على السذج بيننا من محبي الإخوان؟