جورج سورس
يحلو للبعض وصف رجل الأعمال والملياردير جورج سورس بأنه رجل المال الإسرائيلي، والماكنة المالية لليهود، ووصفوه بجملة «اتهامات» أخرى، وأي منها لا يرقى لدرجة الاتهام إلا بنظر شعوبنا. أما بقية السبعة مليارات إنسان في العالم، فلهم وجهة نظر مختلفة. فبمجرد أن الشخص يهودي، فإن هذا يجعله سيئاً بصورة تلقائية، غير مدركين فضل اليهود، بشكل عام، على العلم والطب ورفاهية البشرية، لا سيما في السنوات المئة والخمسين الأخيرة، على الأقل. إن مشكلة الكثيرين منا أنهم ما إن يسمعوا بكلمة يهودي حتى تتطاير أمامهم مختلف علامات الشك والريبة وقصص ونظريات التآمر، وكأن اليهود آفة عالمية يجب اجتثاثها، والأمر ليس على هذه الصورة ولا ينظر إليها بهذه السذاجة.
ولد جورج سورس george soros في بوادبست، هنغاريا عام 1930، وبعد نجاته من الهولوكست هاجر عام 1947 إلى بريطانيا، وتعلم فيها، وتخرج في «مدرسة لندن للاقتصاد»، ولكنه قرر تالياً الهجرة إلى أميركا.
يعتبر سورس واحداً من أفضل رجال الأعمال في العالم، وأكبر مضارب في العملات، وصاحب أعمال خيرية كبيرة، ويعتبر عالمياً من بين أغنى 30 شخصية.
بدأت قصة نجاحه مع بداية السبعينيات عندما أسس صندوق كوانتوم للتحوط quantum fund، الذي كان يدير حينها 12 مليون دولار، وأصبح خلال أربعين عاماً يدير عشرات المليارات. ويعرف سورس بأنه الرجل الذي كسر ظهر بنك إنكلترا (المركزي)، عندما راهن بعشرة مليارات دولار على أن البنك سيجبر على خفض سعر الإسترليني، وجنى من تلك المضاربة عام 1992 مليار دولار.
وفي عام 2011، أسس صندوق الأعمال الخيريةopen society foundations، وتبرع له بأحد عشر مليار دولار من أمواله الخاصة، بهدف محاربة الفقر وزيادة الشفافية في الأعمال الحكومية، وفي الدفاع عن الأقليات وحقوق الإنسان حول العالم، وتمويل المنح الدراسية. كما لعبت أموال وجهود سورس دوراً بارزاً في تخليص دول أوروبا الشرقية من الشيوعية.
وفي أكتوبر الماضي، بلغ مجموع ما تبرع به سورس لصندوق أعماله الخيرية 18 مليار دولار، وهو أكبر مبلغ تبرع من نوعه في التاريخ، ووضع الصندوق في المرتبة الثانية عالمياً بعد صندوق «ميلندا وبيل غيتس» للأعمال الخيرية. ولو كان صهيونياً، كما يحلو للبعض وصفه، لتبرع بكل أمواله لإسرائيل، وأراح وارتاح، وهو على عتبة التسعين… يا ناس يا شر بطلوا قر!!
أحمد الصراف