الغدة المتعبة
موضوع هذا المقال يتعلق بما يجب أن نعرفه عن مرض البروستاتا، الذي أصبت به قبل أكثر من عشرين عاما.
موضوعه يهم النساء في حياتنا، كما المصابين به، وكل من هم فوق الخمسين.
يصيب مرض تضخم البروستاتا واحدا من كل 3 رجال تقريبا. لدى كل إنسان كليتان ووظيفتهما تنظيف الجسم من الفضلات عن طريق الدم الذي يمر بهما لتتم فلترته، ويتبقى البول بعد تصفيته، وهذا يتم تخزينه في المثانة، ومنها تقوم أنابيب بنقله، بين الفترة والأخرى، للخارج عن طريق القضيب. وتقع غدة البروستاتا تحت المثانة مباشرة، وتحيط بأنبوب نقل البول، وتشبه في شكلها وحجمها حبة الجوز ويبلغ وزنها وهي سليمة 20 غراما، وتكمن وظيفتها في إنتاج السائل الذي تسبح فيه الحيوانات المنوية التي تنتج في الخصيتين.
بعد الخمسين غالبا، ولاختلالات هرمونية يكبر حجم البروستاتا وقد تصل الى خمسة أضعاف الحجم الطبيعي، ومع الزيادة يزداد الضغط على أنبوب نقل البول المار في وسطها، وهنا يلاحظ الرجل تغيرا في طريقة خروج البول وضعفه وقلة وقوة تدفقه، وأحيانا يفقد القدرة حتى على التحكم به. كما يضطر أحيانا للانتظار طويلا قبل أن يخرج البول ويصاحب ذلك آلام وحرقة.
وعند خروج البول يمر في طريقه على صمامين، ولكنهما لا يعملان جيدا مع تضخم البروستاتا بسبب العوائق التي تواجه عملها داخل الأنبوب المار في وسط الغدة. كما يشعر المرء في أحيان كثيرة أنه لم يقم بتفريغ مثانته كليا، وهذا يجعلها تعمل بصورة إضافية لحفظ البول المحبوس، وبالتالي خلق مشكلة تعدد الرغبة في زيارة الحمام، مع زيادة الشعور الفجائي بالرغبة في التبول، وغالبا في أحلك الأوقات، وخاصة أثناء النوم ليلا.
وحيث ان الرجال يبقون رجالا، ولا يودون مفاتحة أحد بما يعانون منه فإن المشكلة تكبر معهم. فالبول المخزن لفترة طويلة في المثانة يصبح ملوثا، ويتسبب في خلق حرقة عند خروجه. كما تصبح هناك إمكانية في تحول البول الملوث الى حبيبات كرستالية صلبة تتحول مع الوقت الى حصى في المثانة أو الكلى، وتعيق أو تغلق مجرى البول تماما.
وهنا تبدأ المشاكل المزمنة بالظهور، حيث سيزداد حجم المثانة وستضطر لخزن كميات بول أكثر، تقارب خمسة أضعاف قدرتها التي تقارب محتويات مشروبات غازية، وهذا قد يؤدي الى امتلاء المثانة بأكثر من قدرتها على حفظ البول، فيصاب الرجل بسلس البول أو التبول اللاإرادي. وقد يشكل هذا ضغطا على الكليتين، ويتلفهما. كما يواجه بعض مرضى البروستاتا مشكلة عدم القدرة على التبول وهذا يتطلب دخوله المستشفى.
كل ما ذكر أعلاه من مشاكل صحية يتعلق بأورام البروستاتا الحميدة، ولكن هناك أمراضا أخرى تصيب البروستاتا منها التورم والسرطان، ولا مفر من إصابة غالبية الرجال بتضخم البروستاتا، ولكن هناك دائما طرق عديدة يمكن معها التعايش مع هذه المشكلة، فهناك علاقة قوية بين ما نتناوله من طعام وبين ما نصاب به من أمراض فـ %33 من كل الإصابات بالسرطان تعود الى ما نتناوله. فتناول اللحوم الحمراء والحليب يوميا يضاعف من فرصة إصاباتنا بتضخم البروستانا. وعدم تناول الخضر والفواكه يوميا يضاعف منها ايضا. كما يجب جعل فاكهة الطماطم بالذات جزءا من طعامنا اليومي. ونحن بحاجة الى الزنك، وأن نقلل من تناول المشروبات، بنوعيها، ونمارس الرياضة غير العنيفة كالركض، ونتجنب ركوب الدراجات، ويبقى المشي كأفضل رياضة. وعلى الرجال التقليل من الجلوس لفترات طويلة، وتجنب ارتداء الملابس الضيقة، وأن تجنب التدخين، مع الإكثار قدر الإمكان من الممارسة الجنسية.
الخبر المفرح للمصابين بأمراض البروستانا الحميدة، ما أعلنته وزارة الصحة البريطانية من انها وافقت على تغطية علاج تضخم غدة البروستاتا بطريقة البخار، التي يمكن إجراؤها تحت بنج موضعي، وتستغرق فترة قصيرة، وتتم من خلال ضخ ماء بخار مغلي من خلال مجرى البول وتحطيم الخلايا الميتة في المجرى وتوسعته، وسيساعد ذلك في تدفق البول بسلاسة والاستغناء بالتالي عن الأدوية.
وورد في الأخبار أن هذه العملية تجرى في مستشفى هامبشاير، ويجريها د. richard hindley الاستشاري في المسالك البولية. ونتمنى هنا أن يقوم د. فوزي أبل مدير مركز صباح الأحمد لأمراض الكلى والمسالك، بدعوة هذا المستشار لزيارة الكويت وإجراء عدد من العمليات فيها وتدريب الطاقم الطبي في المركز.
أحمد الصراف