مقولات خاطئة
1. نكثر الحديث دائماً عن أعداد المسلمين، وكيف أنهم تجاوزوا المليار ونصف المليار بكثير، وكأن هذا يعني شيئاً في نهاية الأمر، غير الإحساس بالخجل من أن أغلب هؤلاء ينتمون لدول مسحوقة ومتخلفة اقتصاديًا وماديًا وتقنيًا وعلميًا.. وهذا يكفي. ولو قارنَّا هذا العدد بسبعة ملايين إسرائيلي لوجدنا أنهم يتفوقون على المليار ونصف المليار في كل شيء، من دون أي مبالغة، وأرجو ألا يخرج علينا من لا يفقه لينفي هذه الحقيقة.
والمؤلم أنه إضافةً إلى عدم أهمية العدد، الذي لا يعني في ميزان القوى العالمية شيئاً، فإن الرقم غير صحيح، من منظار كل فئة وفريق وطائفة وطريقة ومذهب. فهل هناك اتفاق على أن الشيعة مثلاً، البالغ عددهم 400 مليون هم جزء من المليار ونصف المليار؟! فإن كان الجواب «نعم»، فلمَ لا يتم الاعتراف بهم على هذا الأساس؟! وإن كان الجواب «لا»، وغالباً «لا»، فكيف يُحسبون ضمن العدد الكلي، وهكذا مع الطوائف الأخرى من اباضية وأحمدية وإسماعيلية وزيدية وبهرة ودرزية وعلوية، دع عنك الصوفية الذين يتجاوز عددهم الـ300 مليون بكثير.. إلى آخر ذلك من تفرعات وتقسيمات لا يعترف أي منها بالمجموعات الأخرى، هذا غير الكفرة والزنادقة والملحدين والمشككين وغير معروفي النسب، والمثليين، إضافة إلى الشيوعيين والليبراليين والقوميين، ونسبة كل هؤلاء ليست قليلة، وبالتالي فإن كل هذا التباهي الأجوف بالعدد الكبير للمسلمين لم ولن يعني شيئاً، فعندما تقع حرب مثلاً بين المسلمين، ولأي فئة انتموا، والكفرة والزنادقة والملحدين، فإن فريقاً، أو فرقاً أخرى من المسلمين، ستقف مع الكفرة والزنادقة والملحدين.. خاصة أن جميعهم أصلاً في حالة يرثى لها.
كما أننا لو ذهبنا للكثير من الدول، خاصة المناطق الريفية من أفريقيا والصين وباكستان والهند وأندونيسيا لوجدنا الإسلام في كل منها مفصلاً على مقاسهم ومطابقاً لقديم طقوسهم، وبالتالي فإن العدد الحقيقي للمسلمين غير معروف، لغياب أداة القياس المتفق عليها من الجميع التي تحدد من هو المسلم الحقيقي، وسيتبين حينها أن العدد، في جميع الأحوال ليس بتلك الكثرة التي يعتقدها بعض السذج منا، وما ينطبق على المسلمين ينطبق بالقوة نفسها وربما أكثر على أتباع جميع ديانات الأرض، وبالذات المسيحية التي تنقسم لمئات الكنائس. فليست هناك كتلة مسيحية صماء، ولا كتلة إسلامية صماء موحدة.
ويعلِّق زميل سابق على عدد المسلمين بالقول إن أي مساس بأي من رموز الإسلام سيجد من يصرخ على الفاعل قائلاً: كيف تجرؤ على جرح مشاعر 1.5 مليار مسلم؟! وعندما يختلي هذا بنفسه يخرج %90 من المسلمين من الاسلام، وهذا عكس ما كان متبعاً، عندما كان الإسلام في بداياته، حيث كان المسلمون يطالبون الكفار بالدخول في الإسلام، والآن يتسابقون على إخراج المسلمين من الإسلام لأنهم.. كفار!
2. تتكرر كثيراً في وسائل التواصل وبعض المقالات أحياناً مقولة إن هناك سبعاً أو ثماني أسر في الكويت تستولي بمفردها على %80 أو أكثر من دخل الدولة عن طريق المناقصات وما لديها من وكالات، وهذا كلام غير دقيق بالمطلق، علماً أن ورود أسماء أسرة ما في عدد من المناقصات لا يعني بالضرورة انتماءها للعائلة نفسها أو أن بينهم مودة وتعاوناً، وقد يكون العكس أقرب للدقة.
كما أن «استيلاء» نخبة من الأسر على نسبة كبيرة من ثروات دولة ما أمر طبيعي في مختلف أو كل الدول الرأسمالية، والأمر تتم معالجته ضريبياً، وضريبة الدخل في الكويت غير مطبقة لا على الفقير ولا على الغني، وبإمكان اي كان أن يصبح في الكويت ثرياً، والأمثلة بعشرات الآلاف، وسبق أن بينت ذلك في أكثر من مقال، ومن تجاربي وتجارب غيري الشخصية.
أحمد الصراف