هل سنتقدم أو نتغير؟
عندما يتمسك دكتاتور بالحكم في بلد فقير، فإن همه الأول يكون استمرار بقائه حاكما، وفي / أو على سدة الرئاسة.. لا فرق! ولضمان ذلك يقوم بإخضاع كل أجهزة الدولة لخدمة هذا الهدف، ويصبح التحكم في آراء الشعب مسألة ضرورية، وهذا يتطلب تكميم الأفواه، وتقييد الصحافة ومراقبة وسائل الاتصال، ومنع الإنترنت، لغير أغراض محددة، وإذلال الناس والحط من كرامتهم، ومراقبة مختلف المؤسسات المدنية، ودس العملاء بداخلها، وتأسيس أجهزة مخابرات تكون يدها الأعلى والأطول، وتسليمها مقاليد الأمور، بحيث يتطلب الأمر الحصول على موافقتها حتى لإصدار ترخيص بناء منزل.. ثم نأتي بعد ذلك ونطالب بتكاتف الجهود للقضاء على الفقر، واستعادة فلسطين، وتحرير الجولان، وإعادة الإسكندرون (شخبار اللواء السليب؟)، واستعادة الجزر من إيران، وكلها مطالبات غير ذات قيمة، فمن المستحيل على من لا يملك الكرامة والحرية أن يساعد الآخر في نيل حريته.
تقول كاتبة زميلة ان البعض يتهم الغرب بالعنصرية، ولا يدركون معنى أن تكون مسلما مهجرا، وهناك أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية ترفض استقبالك، وإن دخلتها عنوة أو تسللت لها كانت مخيمات اللاجئين مأواك!
ولو كنت مسلماً عربياً تعمل في إحدى دول الخليج، فإن ملفك هو الأقرب لأجهزتها الرقابية من غيرك!
وأن تكون لاجئا وتبحث عن خيمة تؤوي أبناءك، فعليك أن تقطع البحر مع رضيعك للبحث عن مخيم، فيما توجد على مقربة منك أكبر مدينة خيام في العالم.
وتقول إن العنصرية الحقيقية أن كل دولة تخاف من شقيقتها أكثر من خوفها من الآخر، فإن تذهب لسفارة دولة عربية إسلامية تطلب زيارة او إقامة او عمل هنا سيعطونك استمارة يسألونك فيها عن دينك ومذهبك! ولن تحصل على الفيزا غالبا حتى لو أجبت بما يشتهون.
والعنصرية هي عندما يتم التمييز بين شعوب البلدان العربية والإسلامية على أساس العرق والجنس واللون والدين!
والعنصرية أننا كنا الأعلى صوتا في استنكار قرار ترامب منع دخول مواطني عدة دول إسلامية لأميركا، ولكننا نسينا ان الكثير من دولنا سبقته في اتخاذ هذا القرار منذ عقود، ولكن بصمت!