موت الموت عام 2045
على الرغم من صحتي الجيدة نسبيا، وأنا في هذه المرحلة المتقدمة من العمر، فإنني أؤمن بالموت الرحيم، وسأسعى جهدي إلى تطبيق هذه الطريقة إن تعرضت لانتكاسة صحية خطيرة، وأصبحت حياتي عذاباً لي وجحيماً لمن حولي. ولكن حسب البحث الذي أجراه خوسيه كورديرو، عالم الرياضيات في جامعة كامبردج، فإن الموت سيكون «اختيارياً» في غضون 27 عاماً فقط. ويعتقد خوسيه أن الشيخوخة «قابلة للعكس»، وفقاً لمهندسي الجينات البشرية. وقد قام ديفيد وود وخوسيه كورديرو، مؤسسا نظام التشغيل «سيمبيان»، بنشر كتاب «موت الموت»، ذكرا فيه أن هناك إمكانية حقيقية في أن يصبح الخلود عاديا، وان البشر مع حلول عام 2045 لن يموتوا إلا نتيجة وقوع حروب أو حوادث، وليس لأسباب طبيعية أو مرض. كما يقول كورديرو ووود ان من الأهمية بمكان أن يتم تصنيف الشيخوخة على أنها «مرض»، بحيث يتم تمويل البحوث العامة إلى علاج هذا المرض على فترة طويلة جدا. وقال المهندسون، خلال العرض التعريفي لبحثهم، الذي جرى في برشلونة، ان تقنية النانو هي المفتاح، من بين تقنيات أخرى للتلاعب الجيني الجديد، حيث ستشمل هذه العملية تحويل الجينات البشرية «السيئة» إلى جينات سليمة وصحية، والسعي للقضاء على الخلايا الميتة في الجسم، وإصلاح التالف منها، والاستعانة في العلاج بالخلايا الجذعية. ويضيف كورديرو، ومقره حاليا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا mit في الولايات المتحدة الأميركية، انه «اختار عدم الموت»، وسيكون عمره خلال الثلاثين سنة المقبلة أصغر مما هو الآن! ويقول ان الشيخوخة تحدث نتيجة ذبول الحمض النووي المعروف باسم «التيلوميرات»، في الكروموسومات، بحيث تصبح أقصر، ويمكن عكس الشيخوخة بإطالة التيلوميرات. وتلف التيلوميرات أو تناقص طولها يحدث مع مرور الزمن، ويتسارع هذا التناقص مع دخول السموم إلى الجسم عن طريق التدخين وتناول الكحول واستنشاق هواء المدن والمصانع الملوث، وبالتالي تحدث الشيخوخة. كما يؤمن أنه خلال عشر سنوات ستكون أمراض كالسرطان قابلة للشفاء، خاصة مع دخول الشركات العملاقة مثل غوغل في مجال العلاج الطبي، بعد أن تيقنوا أن علاج الشيخوخة أمر ممكن. كما أعلنت microsoft بالفعل عن دخولها في مجال معالجة السرطان. ويقول العلماء ان خلود البشر لا يعني بالضرورة أن الكوكب سيصبح مكتظاً، بل سيكون هناك دائما متسع كبير لأن يعيش عدد أكبر من الناس على الأرض، هذا غير احتمالات العيش على سطح كواكب أخرى. أنا شخصياً على غير عجلة من أمري وسأبذل جهدي لأن أبقى حياً حتى عام 2045.
أحمد الصراف