الغرب السيئ والكافر
قالوا: ان «علماءنا» نفد صبرهم وهم بانتظار توصل «علماء» الغرب لاكتشاف مصل لوباء الكورونا، لانهم في شوق للعودة لسابق عهدهم وصب اللعنات على رؤوس الكفار وغيرهم. وقال احدهم انه يشعر برعب حقيقي من ان يتمكن فيروس كورونا من القضاء على الدول المتقدمة، وانهاء حضارتها، وحيث اننا ورثة الحضارة الغربية، فستقع مهمة اعادة العالم لسابق تقدمه ورخائه على اكتافنا! وعليك تخيل ما سيصبح عليه وضع العالم بعدها!
***
في هذا السياق كتب موتور، وهو منتش بما يقول، ان اليوم، وبسبب فيروس الكورونا، اغلقت كل فنادق لاس فيغاس، وحانات الدعارة في امستردام، التي يتجاوز دخلها عشرة مليارات دولار في العام. واغلقت نوادي العراة والشواذ والنوادي الليلية والحانات وكثير من المطاعم في كل دول العالم. وجثمت مئات آلاف الطائرات في حظائرها من دون حركة، واعلن ترامب عن تخفيض سعر الفائدة الى الصفر، ليلغي الربا، وفقدت بورصة نيويورك تريليونات الدولارات من قيمتها، واصبح العالم اجمع يبحث عن النجاة. وتساءل الموتور: اين الجبابرة من فيروس لا يُرى بالعين؟ اين الظلمة والمجرمون والمنافقون؟ لم خفتت اصواتهم؟
***
تبدو هذه التساؤلات منطقية ومشروعة في عقل وفكر اي ساذج لا يعرف قيمة الحياة، ويفتقد التفكير السليم. فالكارثة لم تضرب نوادي قمار لاس فيغاس ومواخير امستردام، وبورصة نيويورك فقط، بل وضربت الفاتيكان وكل مدن العرب والمسلمين، من قم ومشهد وكربلاء والمدينة المنورة والمسجدين، الحرام والاقصى، وكل معبد بوذي وهندوسي وسيخي وغير ذلك، من دون تفرقة، مثلما ضرب الوباء ولي عهد بريطانيا ورئيس وزرائها، وسائقي «كومار». كما ان كل مجرمي العالم المسجونين حاليا سيعودون لسابق افعالهم لو اطلق سراحهم، والدليل اصرار كل دول العالم على الاحتفاظ بهم خلف القضبان، من دون الالتفات لمنطق هذا الاخرق باطلاق سراحهم لانهم اصبحوا الآن بلا حول ولا قوة. واذا كان الغرب بهذا السوء ويستحق الشماتة به، فلماذا ينتظر العالم اجمع، بمن فيه المسلمون وغيرهم، العاجزون، نجاح الغرب الكافر، صاحب المواخير، والفوائد الربوية، في اكتشاف دواء او مصل لفيروس قاتل؟ وكيف يُقبل منطقيا قيام البعض منا بالدعاء لهم بالتوفيق بان يسرّعوا في ابحاث مختبراتهم؟
***
ماذا يحتاج العالم اليوم؟ هل يحتاج لمن يقرأ له على ماء ليتبارك به؟ او لواعظ يعلمه كيفية مقاومة الاصابة بالفيروس؟ او لرجل دين يرقي المصابين؟ ام هو بحاجة لطبيب وممرض ومعقم، ومن يصنع له الكمامات والمطهرات والمعقمات والاردية الواقية، ويوصلها لمن هم بحاجة لها؟ volume 0% هذا الكلام لا يتضمن اي شماتة او سخرية، فلسنا في وارد ذلك، خاصة في هذه الظروف العصيبة، بل هذا هو الواقع. ولو اصيب هذا الاخرق، او قريب له بالكورونا، لما تردد في اتباع نصائح الاطباء بدلا من الالتفات لكلام الدعاة.
***
وصفتني في مقالك بالخصم. لعلمك... أنت لست خصمي، ولن تكون، فالخصومة تتطلب الندية!! أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw