عود لموضوع أول مرة
لأول مرة نكتشف كم وحجم الفساد المالي والإداري، وحتى الأخلاقي في الدولة. ولأول مرة في حياة جيلنا يصبح الهواء بهذا النقاء والصفاء، ومع هذا يفرض علينا ارتداء الكمام، والتزام البيت. ولأول مرة تصبح الطرق شبه خالية، ومع هذا يقال لنا ان الرحلات الطويلة غير ممكنة. ولأول مرة تصبح أيدينا، بشكل عام أكثر نظافة من قبل، ومع هذا يطلب منا بأدب ألا نمدها للمصافحة. ولأول مرة يصبح لدى أحبتنا وأصدقائنا الوقت لنجلس معهم، ولكن يطلب منهم ومنا ألا نجتمع ونلزم بيوتنا. ولأول مرة يشعر من اكتشف أنه يجيد الطبخ عجزه عن دعوة صديق أو قريب لتجربة طبخه. ولأول مرة يصبح لدى البعض التوق للذهاب للعمل صباح يوم الأحد. ولأول مرة تصبح عطلة نهاية الأسبوع لا نهائية وتوقفت أن تصبح قصيرة، كما كنا نشعر من قبل. ولأول مرة يشعر من يميل للإسراف ولديه المال أنه عاجز عن الإنفاق. ولأول مرة ألمس وجود كل هذا الكم من كرماء المتبرعين في الكويت. ولأول مرة يصبح لدينا كل هذا الوقت، ولكننا عاجزون تماما عن تحقيق أحلامنا. ولأول مرة نعرف أن المجرم والجاني وراء هذه الكارثة موجود في كل مكان حولنا وقريبا وبعيدا عنا، ومع هذا لا نستطيع رؤيته. ولأول مرة لا نستطيع القيام بواجب الوداع لأحبتنا الذين غادرونا، إلى الأبد. ولأول مرة في التاريخ جهات قليلة فقط حققت أرباحا هائلة من كارثة عالمية، ففي هذا الوباء خسر الجميع، وربح القطاع الطبي وأصحاب المستشفيات ومصنعو الأدوية والمعقمات والكفوف والكمامات، وشركتا «علي بابا» وأمازون، وقطاعات بسيطة أخرى، أما البقية فجميعها حققت خسائر طائلة. ولأول مرة يصبح في الكويت، وفي بقية دول العالم، هذا العدد الكبير من ممارسي الرياضة، والباحثين عن اللياقة. volume 0% ولأول مرة سيصبح لدى الشركات والمؤسسات عدد اقل بكثير من المندوبين لمراجعة الدوائر الحكومية، بعد أن دخلت الميكنة، واصبح الإنترنت سيد الموقف، والمعاملات تنجز online بدلا من كتابنا وكتابكم. ولأول مرة نجري مكالمة ولا نسأل من نتصل به إن كان داخل أو خارج الكويت، كيلا نطيل إن كان في الخارج، بعد أن أصبح الجميع في الصيف داخل الكويت. وأخيرا... انتقلت قبلاتنا لمن نحب من على الخدود، وإلى شاشة واتس أب النقال.
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw