الجيرة الثلاثية
بعض البشر لا يرتاحون دون أن يقوم آخر بحك جلودهم على الحجر!
* * *
وجه «كاتب» اللوم الشديد للزميل بدر البحر، المتخصص والخبير في الاقتصاد الإسلامي، بعد أن مدح كتاباته ووصفها بـ«الشيقة»، وتميزها في الطرح، لتغيره وتأثره بكتابات الليبراليين و«بالجيرة الصحافية»!! وقال بأننا إن أردنا أن ترضى عنا اليهود والنصارى، فما علينا غير شتم والتقوّل على الجماعات والتيارات الإسلامية (!!) واستطرد واصفا مقال الزميل بدر الأخير بأنه كان «مزعجا» له (شخصيا) ومملوءا بالمغالطات والتحريض، ووصفه بالغث من الكتابات، ولم يتوقع منه النزول لذلك المستوى من الخصومة، وما كان مقبولا منه مطالبة الدولة بتجفيف ووقف تمويل خصومها من الاحزاب الدينية غير المرخصة! ويستطرد «الكاتب» في هجومه المقذع بحق الزميل بدر قائلا إن الانتخابات على الأبواب، والناس يعرفون الصالح من الطالح، ويعرفون من يمثلهم ومن يُمثّل عليهم، واستغلال هذه الأجواء من الاعلام الفسيح والحرية النسبية لضرب الخصوم بالحق وبالباطل أمر لا يتمناه!
* * *
رد الزميل بدر عليه، في مقال لاحق، قائلا إنه راض بما حققه وما قطعه من شوط كبير في توعية المجتمع بأهمية التعليم الحقيقي بالتعاون مع أكاديميين ونشطاء ومؤسسات، ودوره في إقرار حظر قبول الشهادات غير المعادلة، بعدما وقع تحت يده من نسخ شهادات مزوّرة ووهمية لبعض رموز الأحزاب الدينية السياسية وغيرها، فكانت هي ضمن أسباب مطالبته بتجفيف منابع هذه الأحزاب وإسقاطها في الانتخابات المقبلة؛ لارتكاب بعض رموزها جريمة تزوير شهادات وكذب وتدليس على العامة، وقيام الحزب بأكلمه بالدفاع عنهم وعن تزويرهم وكذبهم، ما يسقط عنهم صلاحية التشريع والرقابة!! وعلى ضوء هذه الحقائق، يستطرد الزميل بدر قائلا، فإنه بغير حاجة للتعاون مع ليبرالي يلبس «بدلة» ويدخّن سيجاراً ويكتب مقالا بجانبه لتكون لديه الرغبة للمطالبة بإسقاط أي حزب ديني أو غير ديني يدافع عن التزوير، بل كان يكفيه امتلاكه شخصيا نسخا من شهادات هؤلاء، الوهمية والمزورة!
* * *
نعود لموضوع اتهام «الكاتب» للزميل بدر البحر بالتأثر بشخصي وبكتاباتي ولأصف اتهامه بالفارغ، فلماذا لم يتأثر به هو، فهو أيضا جاره، وأقرب له مني «عقائديا»، حسب قوله؟ ولو افترضنا أن الأخ بدر تأثر بي، فهل أنا مدان بجريمة مخلة بالأمانة والشرف، وهي التهمة التي طالت البعض لأشهر عدة، وخرجوا منها بمعجزة؟ وهل سرقت أموال مساهمي شركاتي؟ وهل سخرت التيار الليبرالي، الذي لا وجود له أصلا، كما فعل كبار أتباع تيار الاخوان، في الإثراء، المشروع وغير المشروع، من العقود والمناقصات؟ وهل شابت سيرتي، على مدى 76 عاما، وأنا موظف ومدير وعضو مجلس إدارة بنك، وصاحب شركات ومصالح مالية، نقطة، مجرد نقطة غير أخلاقية أو غير قانونية؟ فإن كانت الإجابة عن كل الأسئلة أعلاه بالنفي فما الضرر، مع كامل الاحترام، من تأثر «بدر البحر»، أو غيره بكتاباتي؟ الخوف كل الخوف هو من تأثر، أي كان من كتابات جار آخر، بكل ما يمثله ذلك الجار من سوء!
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw