العشرة المختارون
سأشارك، كعادتي منذ أكثر من نصف قرن، في اختيار من يمثل الأمة، وليس من يمثلني، في المجلس النيابي القادم، لكني أشعر بالسأم من الوضع، ويشاركني الكثيرون هذا الشعور بالقرف، والأمل يضعف كل يوم في أن يحدث تغيير جذري، فأموال شراء الأصوات ونقل عناوين السكن مستمران، وما يقال عن ضخ معظم الاحزاب الدينية لأموال المتبرعين في الانتخابات لمصلحة من يمثلهم، يتم تداوله بقوة، خاصة في ظل وجود فتوى من النشمي تجيز ذلك حسب علمي، كل هذه الأمور تجعل الوضع شبه ميؤوس منه، ولكن يبقى هناك بصيص أمل.
***
هناك خمسة دوائر انتخابية، وكل دائرة تختار عشرة نواب، وتم تقسيمها مبكراً بطريقة تحقق مصالح الحكومة، ولا تسمح لفئة بالطغيان على غيرها، مع إعطاء ثقل أكبر للدوائر الأولى والثانية والثالثة. مع تزايد أعداد الناخبين في الدائرتين الرابعة والخامسة، وتزايد الانتماء للقبيلة، بدعم حكومي غير مباشر، وزيادة الثروات، أصبح بإمكان المنتمين لهاتين الدائرتين اختراق الثلاث الأولى، والحصول على مقاعد فيها، مع شبه استحالة حدوث العكس. وبالتالي سيغلب على أي مجلس قادم الطابع المحافظ، والرغبة في إبقاء كل شيء على وضعه، إن لم يكن دفعه لوضع أكثر سوءاً مما هو عليه، ودفع الحكومة للإسراف في الصرف على المواطن، وزيادة الرواتب والدعوم، فكل شيء بنظر غالبية هؤلاء مؤقت والدولة زائلة! نقول ذلك ونتمنى أن نكون على خطأ.
***
لو استطعت استنساخ نفسي، أو لو كان لي حق اختار عشرة نواب، بدلا من نائب واحد، لقمت بالتالي: الدائرة الأولى: سأختار بارتياح عبدالله جاسم المضف. كما سأعطي صوتي للأستاذة القديرة غدير أسيري. وسأعطي صوتي، وبتحفظ شديد للنائب «خالد الشطي»! وسأشرح تالياً السبب في اختياره. أما في الدائرة الثانية فسأختار بدر حامد الملا، وسأعطي صوتي لمرزوق علي الغانم، إضافة لجمال أحمد الساير، وطبعا للسيدة عالية الخالد. أما المنطقة الثالثة فستكون اختياراتي محصورة في شيخة الجاسم، وعبدالرحمن مهدي العجمي، وسأختار حتماً النائب الأهم والأفضل، بنظري ونظر الكثيرين، «أحمد نبيل الفضل»، صاحب أحسن أداء في المجلس الأخير. *** أما لماذا منحت صوتي «الافتراضي» لخالد الشطي بالرغم من اختلافي معه، قلبا وشكلا وقالبا وداخلا وخارجا، فيعود لما لمسته وسمعته من نائبين عن كفاءته كنائب ومشرّع وحريص على ما هو مطلوب منه، بصرف النظر عن منطلقاته الطائفية. كما أثنى على أدائه حتى من كان يوما معاديا له، وبالتالي سأختاره، بالرغم من علمي بأنني سأتهم، من «الغوغاء»، بالطائفية، ولكن هذا لا يعنيني، فأنا أعرف نفسي جيدا. فخالد الشطي طائفي كما يقولون، وإن لم ينجح هو فسيأتي طائفي آخر غيره، فمعايير النجاح الطائفية والقبلية هي المسيطرة حاليا، وهي التي تضمن الفوز للمرشح، في ظل التراخي الحكومي في لجم مثل هذه الاتجاهات أو الميول الخطيرة، وبالتالي لم لا يتم دعم طائفي مخلص لعمله، كمشرع وصاحب عقلية جيدة، بدلا من أن يأتي طائفي فاسد وجاهل؟ هذه وجهة نظر، تحتمل القبول أو الرفض، ولست مصراً عليها، فالأمر في النهاية متروك لخيارات الناخب ولضميره.
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw