المريض
يشكو البعض من مرض الحاجة الماسة، بين الفترة والأخرى، لمن يلكزهم في خاصرتهم. ولا يهدأ لهم بال بغير ذلك.
***
يقول أحدهم انه لاحظ، وما أكثر ما يلاحظ، في الآونة الأخيرة تصرفات من بعض كتاب الزوايا في القبس لا تليق بكاتب محترم يكتب في جريدة محترمة! وكيف أن «أحدهم» (أي أنا)، اشتهر بانتقاده المستمر للعمل الخيري وجمعياته ولجانه، وهذا افتراء غير مقبول، فلم يصدر عني يوماً هجوم على أي عمل خيري، لسبب بسيط فأنا أحد العاملين، تطوعاً، في مجال العمل الخيري، فكيف يصدق عاقل أنني أتهجم عليه. أما انتقاد ما يجري فيه من مخالفات فهذا حق للجميع، ولم يسبق أن شككت في ذمة أحد، فأمامهم القضاء، إن كنت فعلت ذلك! وصف هذا الدعّي جمعية الصداقة الإنسانية بأنها جمعيتي، وهذا أيضاً غير صحيح، لأني فقط أحد العاملين فيها من دون أجر، وهي ليست جمعيتي ولا جمعية والدي، أو حزبي السياسي، ولم أجعلها مطية للتكسب المادي والسياسي، كما فعل هو ورفاق حزبه الإخواني، على مدى أكثر من نصف قرن. أما وصفه للجمعية بأنها متواضعة الأداء فهذا لا يعيبها، فلم يمر الكثير على تأسيسها، والتواضع من شيم الكرام، ويكفينا فخراً أننا، كمؤسسين للجمعية، من أكبر المتبرعين لها، وليس من أكبر المستفيدين منها، كما يفعلون مع «جمعياتهم الأخطبوطية».. ويا ليتك تتعلم أنت وجماعتك شيئًا من شفافية ووضوح هذه الجمعية التي تصفها بالمتواضعة وتستفيد من صدقها في عملها وتستنير بكرم مؤسسيها. كما لم يسبق لنا في الجمعية أن كلفنا أحداً بإصدار فتوى بجواز استخدام أموال جمعيتنا لدعم مرشحينا في الانتخابات، فلا نحن ولا الجمعية لها نشاط سياسي، كما تفعل جمعياتكم، التي انتخب من ينتمي لكم عضواً في «مكتبها السياسي»! كما نفتخر بكوننا الجمعية الوحيدة التي تقوم بنشر ميزانيتها السنوية وكل ما يردها من تبرعات على موقعها الإلكتروني، فهل فعلت أي من عشرات الجمعيات التي تعمل تحت مظلة حزبكم السياسي شيئاً من هذا على مدى ستين عاماً؟ عندما أكتب داعياً قرائي للتبرع لجمعية الصداقة فهذا عمل خيري بحت وليس دعاية شخصية، يا «تعبان»! والقارئ حر في اتخاذ القرار الذي يناسبه، وما قمت به لا يتعارض حتماً مع أخلاق المهنة، ولا أدري من علمك ما الأخلاق، لتكون اليوم متحدثاً فيها ومدافعاً عنها!
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw