أضغاث أحلام المطر.. وأوهامه
«... إذا أردت أن تعرف أخلاق شخص ما، فضع السلطة في يده، ثم انظر كيف يتصرف..»!
أصبح في غفلة من الزمن رئيساً للجنة التعليمية، فتدخل في الشأن الجامعي، وضرب العلاقة بين الطالب وأستاذه، وكل ذلك لكي يكسب أصوات الطلبة!
***
ظهر النائب حمد المطر مرتين على وسائل الإعلام ليتهم القبس بأنها طلبت من كتّابها، وأنا أحدهم، مهاجمته، لأن في ذلك مصلحة لمن يعمل فيها، وجعلني أداة بيدها، تستخدمني لتصفية حساباتها مع خصومها!
هذه تهمة خطيرة، ولكن لن أعطي من أطلقها «شرف الخصومة».
واضح أن النائب المطر «تألم» مما كتبته عنه، فبحث في أرشيف الإخوان عما يسيئني فلم يجد غير بلوغي الخامسة والسبعين، وأنني مثل جده!
طبعاً بلوغ هذا العمر لا يعيب، ولكن لا يشرفني أن أكون جده.
كما سخر مني لأنني استخدمت كلمة معهد في مقالي بدلاً من «هيئة» كتسمية للتطبيقي!
***
أولاً، لا أنت ولا كل طوائف الإخوان بإمكانهم إثبات وجود أي اتصال بيني وبين القبس، من أصغر موظف إلى مجلس الإدارة، مروراً بكل محرريها، مع كل الاحترام والتقدير لهم جميعاً. فلا أحد منهم طلب مني، لا تصريحاً ولا تلميحاً ولا جهراً ولا سراً، ولا بحرف واحد، وبأية وسيلة كانت، كتابة ما كتبته عنك.
كما لم أنسق مع الزميل بدر البحر ولم أطلب منه أو يطلب مني كتابة المقال عنك، وتزامن نشر المقالين عنك كان مصادفة بحتة!
أما أنني أخطأت في إطلاق تسمية «معهد» على التطبيقي، فهذه سطحية واضحة منك. فالتطبيقي بدأ معهداً وسيبقى كذلك، وهذا لا يسيء إليه ولا للعاملين فيه، أو يقلل من أهميتهم. وتغيير التسمية من معهد إلى هيئة إجراء جاء لإعطاء المعهد استقلالية أكبر، وأنت خربت تلك الاستقلالية بتدخلك في شؤونه. كما أن تسمية معهد هي التسمية العلمية الصحيحة للتطبيقي والمتفق عليها أكاديمياً بين المؤسسات العلمية التي يبدو أنك تجهلها.
ولو افترضنا أن ما كتبته خطأ، وأنا الفرد العادي، فخطئي لا يقارن بالكارثة التي وقعت أنت فيها، أيها «البروفيسور» ورئيس اللجنة التعليمية في البرلمان، عندما وقفت أمام وسائل الإعلام ورفضت إلحاق المعهد، أو هيئة التطبيقي بوزارة التربية، بحجة أن الهيئة تمنح شهادات ماجستير ودكتوراه، فكيف تلحق بوزير التربية، وهي جهة أدنى، حسب وجهة نظرك!
كيف يمكن لمن كرر مرات أمام وسائل الإعلام أنه رئيس اللجنة التعليمية في مجلس الأمة (وكأنك غير مصدق ذلك) وتستخدم لقب professor مع اسمك في المواقع الإلكترونية وأنت الأكاديمي السابق، أن تقع في مثل هذه السقطة، وفوق ذلك ترفض التراجع أو الاعتذار عن خطئك! فالتطبيقي لا يعطي طلبته شهادات ماجستير ودكتوراه، بل هو معهد تدريب، فكيف غفلت عن ذلك.... يا نبيه؟
وكيف تطلق كل تلك الصفات السيئة على القبس ثم تسعى إلى الكتابة فيها، وتقول أنك من كتّابها!!
أما قولك إني طلبت منك في مقالي ألا تقص علينا (أو لا تكذب علينا)، فأنت واهم، ولم تعرف حتى كيف تقرأ المقال، يا رئيس اللجنة التعليمية والبروفيسور! فأنت لم تكن مقصوداً بعنوان المقال، وعليك قراءته مرات ومرات لتفهم من المقصود، على الأقل لتثبت أنك تعرف «تقرأ وتكتب» حسب «متطلبات الترشح للنيابة».
***
ملاحظة: ليس بيني وبين القبس أي عقد عمل، ولا أتقاضى أي مقابل منها، ولم أدخل مبناها طوال ثلاثين عاماً، إلا مرات لم تتجاوز كثيراً أصابع اليد الواحدة، ولدي أعمال تجارية واستثمارية واسعة، فكيف أجعل نفسي لعبة بيديها ولست بحاجة إليها؟ كما أن بإمكانها وقف نشر مقالاتي، متى شاءت، ومع هذا يشرفني ويسعدني الكتابة فيها، وسبق أن رفضت عرضاً مغرياً قدمه المرحوم النائب نبيل الفضل للكتابة في الوطن، عندما كان يكتب بها نصف كتّاب الكويت، ولكني رفضت العرض المغري بسهولة، واخترت البقاء في القبس الرائعة، وأصدقائي الأكثر روعة فيها.
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw