أطلال أكروبوليس الكويتية
في كل مدينة قديمة توجد أطلال، كبعلبك وصور وجبيل والجيزة وقبرص وأثينا وأطلال بيرسوبوليس في إيران، وحتى جزيرة فيلكا. وقريباً ستكون لدينا أطلالنا، وربما الأكثر تكلفة في العالم.
***
احتفلت الكويت يوم الأحد الماضي بصدور أول رخصة بناء في مدينة المطلاع. وكما سبق أن كتبت وحذّرت، فقد صدر ترخيص البناء لمساحة تقارب الألف متر مربع ولبيت من أربعة أدوار، وستكون تراخيص بناء غالبية بيوت المنطقة، التي يتجاوز عددها الـ13 ألفاً، على شاكلة هذا الترخيص، فالغالبية تريد تأجير بيوتها!
تكلفة بناء بيت بهذا الحجم لن تقل عن 250 ألف دينار، هذا بخلاف التشطيبات والكماليات والفرش والمطبخ وغيرها. وتصبح الصورة قاتمة عندما نعرف أن أصحاب القسائم سيعتمدون في بناء بيوتهم على قرض الدولة البالغ 70 ألف دينار. ولو افترضنا أن لدى كل منهم مدخرات بحدود 50 ألفاً، فهذا يعني أن الجميع تقريباً سيكون بحاجة إلى اقتراض ما لا يقل عن 100 ألف دينار لتكملة بناء البيت. وحيث إن هذا لا يبدو سهلاً، فبالتالي سيتوقف البناء وستكون هناك آلاف الهياكل الخرسانية في وسط صحراء، من دون زرع ولا ضرع ولا كهرباء.
***
ما يزيد الطين بللاً وسخاماً أن صاحب ترخيص البناء قام بتوقيع تعهّد بعدم مطالبة الدولة بتوصيل الكهرباء لبيته، أو لهيكله. كما أن بناء محطة جديدة في تلك المنطقة، حتى لو بدأ ببنائها غداً فإن الانتهاء منها يتطلب الانتظار لسنوات تزيد على الخمس، وصاحب الترخيص ملزم بالبناء خلال هذا العام.
والأمرّ والأسوأ أن إقامات 700 ألف وافد، لم يستطيعوا العودة إلى الكويت بسبب أعراض الكورونا سقطت بحكم الواقع لغيابهم غير القانوني عن البلاد لفترة تزيد على الستة أشهر، وبين هؤلاء شريحة كبيرة من عمال البناء. كما أن تكلفة مواد البناء زادت مؤخراً بنسبة %30، فكيف سيبني المواطن المسكين بيته في ظل هذه الظروف؟
نطالب ونترجى كل جهة معنية بالأمر وقف هذه المهزلة، ودراسة وضع كل من يرغب بالبناء في المطلاع، ومعرفة ظروفه المالية، وتوضيح صعوبات التنفيذ له، قبل أن تنتهي المنطقة بأكبر مجموعة هياكل خرسانية في العالم.
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw