قصة شال الشاتوش
زاد ولع سيدات المجتمعات المخملية، وبخاصة في أوروبا وأميركا، وتاليا بين أغنياء المافيا الروسية، إضافة إلى سيدات المجتمعات الخليجية، زاد ولعهن باقتناء شالات الشاتوش، shahtoosh، والتسمية قد تكون فارسية وتعني «ملك الصوف». حدث ذلك رغم الحظر العالمي على صيد وقتل ظبي الشيريو chiru، مصدر صوف أو زغب الشاتوش النادر والثمين، والذي لا يزيد سمك شعيراته عن 11 مايكروميتر. وقد فرض الحظر على صيد الظباء عام 1975، ولكن شال الشاتوش يباع «سرا» في مناطق عدة من الهند، ويشتهر بإمكانية تمريره كاملا من خلال خاتم اصبع صغير، ومع هذا له فعالية كبيرة في توفير الدفء لمن ترتديه.
يعيش ظبي الشيريو في مرتفعات نيبال والتبت على ارتفاع 5000 متر، وهو دائم الترحال، ومعرض للانقراض بسبب قلة عدده وما يتعرض له من إفناء للحصول على صوفه ولحمه وعظامه! المشكلة الأخرى في الشاتوش، إضافة لندرته وحظر استعماله، هو خيوطه الرفيعة التي يصعب، بل يستحيل على أي كان حياكتها، وبالتالي لا تتوافر صناعة الشاتوش إلا في مناطق من كشمير، المتنازع عليها بين الهند وباكستان، وقد عرف العالم البشمينا، أو صوف الشاتوش عن طريق البريطانيين، إبان حكمهم للهند، وزاد الطلب عليه من يومها عالميا، علما أن هذا النوع من الصوف عرف للمرة الأولى في منتصف القرن السادس عشر، وزيادة الطلب عليه في السنوات المائة الأخيرة اجبر دول العالم المتقدم على إصدار حضر التعامل به على المستوى الدولي، وهو الحظر نفسه المفروض على مواد مماثلة كالعاج وقرون وحيد القرن وغير ذلك. وقد تأخرت الهند، ومن بعدها «جامو وكشمير» في التوقيع على اتفاقية الحظر، ولكن دخول الصين إلى سوق بيع الشاتوش، وتهريب مواده الخام من بوتان والنيبال اديا إلى تقليل فعالية الحظر، الذي سبق وأن ساهم في زيادة أعداد الظباء في هضبة التبت، وانخفاض الطلب عليه بنسبة %75. والشاتوش قد يكون صافيا بنسبة %100، وهنا يكون سعره مرتفعا جدا، أو خليطا من أصواف ناعمة أخرى بنسب أقل بكثير. كما أصبحت هناك شالات مصنوعة من فراء الأرانب تباع على أنها شاتوش، وهذه بالرغم من نعومتها الفائقة، فإنها لا تعطي دفء الشاتوش الحقيقي، ولا وزنه الخفيف، كما يصعب تمريره من خلال خاتم صغير، ويبدأ بعد فترة بالتساقط (الحت)، ونحن هنا لا ننصح باقتناء هذا النوع من المواد المحظور استعمالها عالميا، كما نحذر من شراء مواد مغشوشة أو ممنوعة.