جنيفر بيل غيتس.. والمدرسة الحكومية
توصلت لقناعة بأن السلطة الحكومية لا تريد، أو لا تستطيع حالياً فك تحالفها مع القوى الدينية، أو التخلي عنها. ولا تود، لأسباب تتعلق بمزاج المرحلة الحالية، غلَّ يد الإخوان عن التعليم، على الرغم من المستوى المتردي الذي وصل له، وتأثيره في أنشطة أخرى مهمة كالثقافة والآداب والفنون وقضايا الإبداع الأخرى!
***
وإلى أن تنشل يد الجهات المعرقلة لنهضة التعليم سنستمر في التطرق لهذا الموضوع، واقتراح الحلول واستنباط المخارج، لعل وعسى أن نلحق بالقارب قبل غرقه نتيجة تخلُّف المقررات وجمودها وانتشار الغش بشكل غريب وخطير، خاصة في مجتمع غارق حتى أذنيه في.... التدين!
***
يقول قارئ متابع وسياسي واقتصادي مخضرم، عافت نفسه العمل الحكومي، تعليقاً على مقالي الأخير عن التعليم، أنه سبق أن اقترح على كبار المسؤولين، وعلى أكثر من وزير تربية، خاصة خلال فترة عضويته بمجلس التخطيط، تحويل مسؤولية التعليم للقطاع الخاص، ضمن خطة محددة، وكيف كان هؤلاء يعجبون بأقواله، ولكن يتراجعون تالياً، ربما وجلاً من التصدي للمهمة.
يطرح الصديق الأسئلة الوجيهة التالية:
لماذا تتوافر قوائم انتظار طويلة جداً للالتحاق بمدارس خاصة، وليس هناك ما يماثل ذلك الإقبال على أي مدرسة حكومية؟
ولماذا نجد أن غالبية من يتلقون تعليمهم العالي في دول مثل مصر أو السعودية هم من خريجي المدارس الحكومية، بينما نجد غالبية من يكملون دراستهم في الجامعات المرموقة والمعترف بجودتها من خريجي المدارس الخاصة؟
ولماذا يفضل حتى أصحاب الدخول المتواضعة التضحية بالكثير وإلحاق أبنائهم بالمدارس الخاصة، وتجشم عناء توصيلهم، وغالباً بعيداً عن البيت، بدلاً من إلحاقهم بالمدارس الحكومية، القريبة من البيت، التي توفر كل شيء.. مجاناً؟
ولماذا نجد أن الغش أصبح جزءاً من التعليم الحكومي، ولا نجد ما يماثله في المدارس الخاصة؟
ولماذا نجد أن أعلى نسب النجاح المحققة في نهاية أي عام دراسي هي لخريجي المدارس الخاصة، وليس الحكومية، على الرغم من أن طلاب الأخيرة أكثر قدرة على الغش؟
ولماذا نجد أن غالبية معلمي الحكومة مسيسون، وأعضاء في أحزاب دينية، ولا نجد الظاهرة نفسها في «الخاصة»؟
لهذه الأسباب وغيرها الكثير.. على الحكومة التفكير جدياً في وضع خطة عشرية أو عشرينية تقوم خلالها بتحويل جزء من مباني مدارسها بأسعار رمزية لمشاريع مملوكة بالكامل أو جزئياً للقطاع الخاص ليقوم بعملية التدريس، ومن ثم مراقبة النتائج والتوسع في التجربة أو رفضها، على ضوء المخرجات والنتائج، خاصة أن الخصخصة ستحقق للدولة وفراً مالياً كبيراً، وستكون المخرجات غالباً أفضل. ومن قلة الحصافة الإصرار على وضع البذور في تربة سيئة وتوقُّع الحصول على محصول جيد، فالجو المدرسي الحكومي أصبح خرباً ومسموماً بسبب تقادم المناهج وتخلفها، وما تعرض له المدرس الحكومي من تسييس واضح، هذا بخلاف طرق وسياسات التدريس الحكومية البالية.
***
ملاحظة: عقدت جنيفر بيل غيتس، ابنة الرجل الأكثر ثراء في العالم، قرانها على المصري نائل نصار، البالغ من العمر 30 عاماً.
التقت جنيفر نصار في جامعة ستانفورد العريقة، وأحبته، وزارت الكويت قبل «كورونا»، للتعرف على أسرته!
نائل نصار تعلَّم في الكويت وهو من خريجي مدارسها الخاصة!
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw