المهندس الزراعي والدكتور الصيدلي

تنتشر في الكويت، كما في مصر، تسميات وألقاب علمية كثيرة غير صحيحة في الغالب، مثل دكتور وباشمهندس، وسبّب هذا الأمر إساءة لحملة الشهادات الصحيحة، كما يستخدم مواطنون ووافدون لقب «مهندس زراعي»!

على الرغم من صحة التسمية أكاديمياً، فإن أغلبية خريجي هذا التخصص لدينا، مع الأسف، لم يتلقوا تعليماً صحيحاً، بحيث يجعلهم مؤهلين لحمل لقب «مهندس زراعي»، فهناك في الجامعات المعروفة مثل هذا التخصص، وهو من فروع الهندسة التي تتعامل مع تصميم الآلات الزراعية، واختيار مواقع الحقول، وتخطيطها، وتصريف منتجاتها، وإدارة التربة ومكافحة التآكل والآفات، وتأمين إمدادات المياه وطرق الري، وكهربة المشروع، وتجهيز وحفظ المنتجات الزراعية، وجميعها عظيمة الأهمية. وبالتالي هي دراسة تجمع تطبيق العلوم الهندسية ومبادئ التصميم لأغراض الزراعة، ومختلف التخصصات في العلوم الميكانيكية والمدنية والكهربائية وعلوم الأغذية والبيئة والبرمجيات والهندسة الكيميائية، بغية تحسين كفاءة أي مشروع زراعي واستدامته.

عرف الإنسان الزراعة من آلاف السنين قبل الميلاد، خصوصاً في الصين ووادي النيل والفرات، وتطورت الزراعة وزاد إنتاجها مع الثورة الصناعية، عندما حلت الآلات محل الأيدي، ودخلت البشرية في ما يعرف بـ«الثورة الزراعية الثانية». وكانت البداية عام 1761، عندما قام جون لويد ورفيقاه، بتقديم «آلة الدرس»، التي طوّرها تالياً أندرو ميكلي. كما تم صنع المحراث من الحديد الزهر لأول مرة بواسطة تشارلز نيوبولد عام 1790، وتبع ذلك اختراع آلة جز العشب عام 1811، ثم دخلت الحصادة البخارية المزرعة في 1886، وتبعها المحراث، وهكذا. ومع الربع الأول من القرن العشرين، أصبحت الطائرات تستخدم لرش البذور أو المبيدات!

لا أدري ما موقف جمعية المهندسين ممّن يدَّعون حمل شهادة في الهندسة الزراعية، سواءً كان الحقيقيون منهم، أو المدعون!
***
عندما يمرض الإنسان، فإن من يعتني به في مجال الطب له دور حيوي في شفائه، أو وفاته، فأداء أية عملية جراحية يتطلب فريق عمل متكاملاً، لكل طرف دور لا يقل أهمية عن غيره، فخطأ أي منهم قد يودي بحياة المريض، كخطأ طبيب التخدير مثلاً، أو صرف الصيدلي لدواء غير مناسب أبداً، فتكون النتائج قاتلة أحياناً.

لدينا في الكويت مشكلة بسيطة تتعلق بهوس القلة في تسمية الصيدلي بـ«الطبيب أو الدكتور»، إلا إذا كان الصيدلي حائزاً درجة الدكتوراه في تخصصه.

تسمية الصيدلي بالطبيب خاطئة، علماً بأن الحصول على شهادة الصيدلة أمر ليس بالسهل، ودوره في شفاء المريض حيوي جداً، حيث تستغرق دراسة الصيدلة من خمس إلى ثماني سنوات. وبالتالي أعتقد أن مهنة الصيدلي خطيرة جداً ومهمة، ولا يضير أو يعيب صاحبها أبداً وضع حرف «ص» أمام اسمه بدلاً من حرف الدال.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top